بيان القيادة القطرية لحزب البعث في سوريا حول العدوان الصهيوني الغاشم
إلى شعبنا السوري المجاهد وجماهير امتنا العربية المجيدة
ما كان للعدو الصهيوني الغاشم أن يتمادى في عدوانه الهمجي على فلسطين العربية ارضا وشعبا وحقوقا ومقدسات لولا تراجع الموقف العربي الرسمي وكثير من المواقف الدولية في دعم وتأييد. القضية الفلسطينية العادلة والقضايا العربية المصيرية الأخرى. ولاشك أن العدو الصهيوني والقوى الدولية الداعمة له والراعية لغطرسته ومشاريعه التوسعية والاستيطانية قد استغلوا هذه الحالة ليفرضوا معادلة الاستسلام على العرب وليس معادلة السلام كما يزعمون.
لقد وقعت عشرات الاتفاقيات وربما المئات مع الكيان الصهيوني تحت يافطة السلام العادل والدائم ولكن العدو نكت بها واخذ ما في مصلحته وتنكر لما هو في مصلحة الأطراف الأخرى، فالإتفاقات بشأن الجولان السوري مثلا لم تعد شبرة واحدة من ارض الجولان وإتفاقات أوسلو بشأن القضية الفلسطينية لم تنجز دولة فلسطينية مستقلة وها نحن نشهد إتفاقات جديدة للتطبيع والتطويع مع اكثر من بلد عربي، كما نشهد تجميدة أو إلغاءة لأكثر من قرار دولي صادر عن الشرعية الدولية يؤكد على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف.
يا أبناء أمتنا العربية المجيدة.. منذ ولادة حزبكم المناضل وحتى يومنا هذا والحزب يؤكد على ان القضية الفلسطينية القضية المركزية الأولى للأمة العربية، وأن فلسطين لا تحررها الحكومات وإنما الكفاح الشعبي المسلح، وأن ما أخذ بالقوة الأيسر إلا بالقوة. وها هو شعب فلسطين البطل يقاوم العدوان بكافة اسلحته المتاحة من السكين وحتى الصاروخ والمدفع دون أن يكل او يهدأ سواء في القدس أو في غزة أو في بقية المدن الفلسطينية على أرضه التاريخية.
لقد أذهل هذا الرد الشعبي المقاوم العدو الغاصب، كما أذهل دول وشعوب العالم وأعاد الروح والحضور إلى القضية التي ارادوا تصفيتها وإلى الشعب الذي قرروا قتله او تهجيرة او إنكار وجوده لكي يحل محله قطعان المستوطنين الجدد؟
إن الملحمة التي سطرتها المقاومة الشعبية الفلسطينية عبر كل الوسائل المشروعة والمتاحة بما فيها سلاح الردع الصاروخي والآثار الإيجابية التي ولدتها عند جماهير الأمة وقواها الحية تدعونا إلى هذا الصمود وهذه المقاومة لكي تواصل جهادها على طريق التحرير الأرض فلسطين العزيزة، كما تدعونا للدعوة إلى تعزيز التلاحم الوطني الفلسطيني و إنهاء حالة الإنقسام القائمة.
إن تحرير فلسطين يحتاج إلى إطلاق العنان لكل الطاقات الشعبية والسياسية والتعبوية للدفاع عن القضايا المصيرية وإستعادة المصداقية تجاه عدالة قضايانا وحقوقنا المشروعة التي خسرناها في معظم المحافل الدولية ولدى الرأي العام الدولي في ظل المفاوضات العلمية والتقاهمات والإتفاقيات الفارغة والتي ألزمت الجانب العربي بينما نگس بها الجانب الصهيوني.
كما أننا نحذر من الدور الذي يقوم به ما يسمى محور المقاومة الذي يقوم بإثارة الفتن وممارسة الفساد والهدم في عدة أقطار عربية، ونتساءل لو كان هذا المحور يريد المقاومة وتحرير فلسطين فلماذا لايتقدم ولا يطلق رصاصة واحدة تجاه العدو؟! أليست الفرصة متاحة الآن في ظل إشتعال المواجهة الفلسطينية مع المحتل الغاصب؟! ولماذا لا تتقدم أذرع وميليشيات هذا المحور التحرير مزارع شبعا ومزارع الغجر؟! ولماذا لا يتقدم نظام الأسد خطوة واحدة الإستعادة الجولان السوري المحتل منذ عام 1967؟
أسئلة مشروعة.. ولكن الصمت والخداع هو الجواب
تحية إجلال وإكبار لمناضلي ومقاتلي شعب فلسطين الصامد
تحية إجلال وإكبار للشهداء الذين سقطوا في هذه الملحمة الإسطورية دفاعا عن الأرض والعرض
والكرامة الوطنية
عاشت فلسطين عربية أبية حرة
عاشت الأمة العربية المجيدة
والخزو والعار والإندحار للمعتدين والأشرار
دمتم للنضال ولرسالتنا المجد والخلود
القيادة القطرية لحزب البعث العربي الإشتراكي في سوريا
دمشق – الثلاثاء 18 أيار