بيـــــان لمنـــــــاسبـــــة ذكــــرى عــــــروس الثـــــورات

بيـــــان لمنـــــــاسبـــــة ذكــــرى عــــــروس الثـــــورات

قيادة قطر العراق لحزب البعث العربي الاشتراكي     

ذكرى عروس الثورات

 

يستذكر شعب العراق والبعثيون اليوم واحدة من صفحات التاريخ المجيد الذي سطّروه بدمائهم وسجلوا مفاخرهم على أيامه، إنها الذكرى الثامنة والخمسين لثورة الثامن من شباط ١٩٦٣، التي كانت واحدة من أروع صفحات النضال المجيد لشعب العراق الأبي وحزب البعث العربي الاشتراكي، والتي جسّدت معاني التلاحم النضالي بين أبناء الشعب، مدنيين وعسكريين، للإطاحة بالحكم القاسمي الشعوبي الدموي.

 

لقد نذر “البعث” نفسه من أجل أن تحقق ثورة الرابع عشر من تموز عام ١٩٥٨ أهدافها في استكمال تحرير العراق من الاستعمار البريطاني والأحلاف المعادية وإطلاق الحريات العامة وإعادة هذا القطر العريق إلى مكانه الطبيعي في خارطة النضال القومي، إلا أن الانحراف الكبير الذي نفذه الشعوبي عبدالكريم قاسم وحكمه الفردي المطلق أدى إلى ابتعاد الثورة عن أهدافها الحقيقية.

 

ولم يكتفِ النظام بذلك، بل كرّس عزل العراق عن أمته وعاث في البلاد اجراماً وقتلاً، ومكّن القوى العميلة والشعوبية من ارتكاب أبشع الجرائم بحق شعب العراق، وما تزال مجازرهم في الموصل وكركوك والمسيب وغيرها تحمل آلامها ومراراتها في ذاكرة العراقيين فأسست ولأول مرة لثقافة الدم في الحياة السياسية العراقية، وصنعت دوامة العنف والعنف المضاد في العراق وعمّقت عزلة هذا البلد العربي العريق عن أمته العربية وحاضنته الطبيعية.ولقد كان قدر “البعث” أن ينبري لمواجهة هذه السلطة الشعوبية المجرمة، فقرر تفجير ثورته الشعبية الخالدة فجر الرابع عشر من رمضان لتكون، بحق، عروس الثورات لما اعتمر قلوب أبنائها من عنفوان وإيمان يذكّر بالأيام الخوالد في تاريخ الفروسية العربية المجيدة.

 

ورغم قصر عمرها نتيجة التآمر عليها إلا ان ثورة رمضان المجيدة نجحت في إعادة العراق إلى مكانه الطبيعي في الأمة العربية ليقوم بدوره الوطني والقومي التحرري ، ومن هنا نجحت الثورة في إطلاق ميثاق الوحدة الثلاثية بين العراق وسوريا ومصر، وقضت على كل المحاولات الشعوبية لإبعاد العراق عن دوره القومي والنهوض بواجباته تجاه امته، كيف لا و “البعث” يضع هدف الوحدة في مقدمة أهدافه التاريخية، لذا كانت ثورة رمضان المباركة رداً تاريخياً عملياً على نكسة انفصال الوحدة بين سوريا ومصر عام ١٩٦١.

 

كما حققت حكومة الثورة لأول مرة في التاريخ العربي المعاصر الوحدة العسكرية للقوات المسلحة العراقية والسورية، لتشكل طوقاً ضد الكيان الصهيوني الغاصب.

 

وإذا كانت قوى الردة قد نجحت في الثامن عشر من تشرين الثاني من اختطاف الثورة إلا ان ما تحقق فجر ثورة رمضان قبل ٥٨ عاما عمّق إيمان العراقيين بعروبتهم ووضع أقدامهم على طريق الخلاص الذي تحقق على يد حزب البعث العربي الاشتراكي في ثورة السابع عشر من تموز، حينما استعاد حزبنا قيادة العراق ليحقق ثورة النهوض والتطوير الشامل.

 

أيها العراقيون

لعل قراءة دقيقة لما يعيشه شعبنا ووطننا اليوم في ظل الاحتلال الأميركي الإيراني المشترك، وتسلط الميليشيات الإرهابية يجد صورته التاريخية، في ما كان العراقيون يعيشونه أيام الحكم القاسمي، حيث سادت الشعوبية والدكتاتورية المقنّعة بلبوس الديمقراطية المزيفة الكاذبة، وحيث انعدام الامن المجتمعي في ظل جرائم السحل بالحبال وتعليق جثث الأبرياء على أعمدة الكهرباء في الموصل وكركوك، وهو الواقع الذي ثار عليه “البعث” فجر الثامن من شباط، وهو ذات الواقع الذي يثور عليه العراقيون اليوم، حيث فساد وإجرام وإرهاب الميليشيات الطائفية وتسلط الأحزاب العميلة التي لا تنتمي للعراق ولا تراعي مصالح شعبه، بل تتعمّد إلحاق أعظم الأذى به.إن التحدي والاقدام والإصرار الذي تمتع به رجال البعث، رجال عروس الثورات، هو نفس التحدي والإصرار الذي يمتاز به ثوار تشرين اليوم الذين يتصدون للهيمنة الفارسية ويسعون لتحقيق غدٍ أفضل للعراقيين، غدٍ يكون فيه العراقي سيد نفسه، حر في وطنه، يتمتع بخيراته وموارده في ظل وحدته وسيادته.

 

إن الروح الاقتحامية التي جسّدها فرسان “البعث” قبل ٥٨ عاما، تتجسّد اليوم في أبطال ثورة تشرين المجيدة، الذين واصلوا تحدّيهم لقوى الإجرام والإرهاب طيلة أكثر من ١٥ شهراً، والذين يقفون بشموخ لا نظير له، في مواجهة آلة الشر التي اغتالت مئات الشهداء وألحقت بعشرات الآلاف إصابات مؤلمة.

 

إننا حين نستذكر هذا اليوم العراقي الخالد لا نبكي على أطلاله، ومع كل ما يستحقه من تبجيل وتمجيد، فإننا نستذكره لأجل أن يكون حافزاً لرجال “البعث” ولشعب العراق كله، ودليلاً على عطاء أولئك المناضلين الأفذاذ السابقين على طريق النضال، طريق الشرف في الدفاع عن العراق وعروبته، والدفاع عن مصالح الأمة العربية المجيدة، ونبراساً يهدي الثوار لانتزاع حقوقهم.

 

 

تحية لثوار رمضان الافذاذ الذي اقتحموا اوكار الشعوبية ودكّوا اقوى معاقل الطغيان والدكتاتورية وصنعوا “عروس الثورات” الخالدة ..

المجد والخلود لشهداء العراق والامة وفي مقدمتهم الرئيس صدام حسين والرفيق الامين العام عزة ابراهيم رحمهم الله تعالى

تحية لأبطال ثورة تشرين الذين لا ترهبهم أسلحة الغدر ودسائس المندسين..

تحية لشعب العراق الثائر في تصديه المجيد لأحزاب النظام المجرم وميليشياته الإرهابية..

 

قيادة قطر العراق

٧ / ٢ / ٢٠٢١م

Author: nasser