القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي: فلسطين حق قومي للأمة العربية، وخطوة الإمارات قفز فوق الحقوق الوطنية الفلسطينية.
أكدت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي أن قضية فلسطين هي حق قومي للأمة وهي ملك الأجيال ولا يحق لأحد التنازل عنها والتفريط بحقوق الأمة التاريخية وحق شعب فلسطين في استعادة حقوقه الوطنية المغتصبة.جاء ذلك في بيان للقيادة القومية فيما يلي نصه :
في الوقت الذي كانت فيه جماهير الأمة العربية تنشد بأحساسيها وتضامنها السياسي والإنساني مع شعب لبنان المنكوب بعد الانفجار – الزلزال، وفي الوقت الذي كان فيه الموقف الوطني الفلسطيني يسجل ارتقاء في تطوير وتفعيل العلاقات السياسية باتجاه توحيد المرجعية الوطنية، لمواجهة إجراءات الاحتلال في قضم أراض جديدة وفرض الصهينة عليها، جاء الإعلان الأميركي عن تطبيع كامل للعلاقات بين العدو الصهيوني ودولة الإمارات العربية.
إن هذه الخطوة التي أقدمت عليها دولة الإمارات، تشكل خرقاً لميثاق جامعة الدول العربية وتجاوزاً لكل القرارات الدولية ذات الصلة بالحقوق الوطنية الفلسطينية وخاصة حق العودة، واستجابة لإملاءات الإدارة الأميركية التي طرحت “صفقة القرن”، كمشروع حل للصراع العربي – الصهيوني، وهي في حقيقتها وما انطوت عليه من مضامين لا تعدو كونها سوى تصفية موصوفة للقضية الفلسطينية، والتي رفضها شعب فلسطين بكل طيفه السياسي.
إن الأمة العربية التي تعتبر أن قضية فلسطين والعراق والاحواز قضيتها المركزية التي ترفض الاستثمار السياسي فيها من قوى الإقليم الغير عربية وترفض أن تقدم أنظمة عربية على تطبيع العلاقات مع العدو، قافزة فوق الحقوق القومية للامة والحقوق الوطنية الفلسطينية، وهي كما رفضت اتفاقيات كمب دافيد ووادي عربة وأوسلو، فإنها ترفض بشدة إقدام دولة الإمارات العربية على تطبيع العلاقات مع كيان الاغتصاب، وترى أن هذا الإعلان في سياقاته وتوقيته يراد توظيفه في معركة الانتخابات الأميركية وتقوية مواقع نتنياهو في إدارة دولة الاحتلال، وأن المبررات التي ربطت الخطوة بوقف ضم المستوطنات في الضفة الغربية وأراضي الغور، هي مبررات واهية لأن العدو الصهيوني بادر فوراً إلى الإعلان عن تأجيل إجراءاته بالضم وليس التراجع عما سبق وبدأ تنفيذه.
إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي، تعتبر خطوة دولة الإمارات بتطبيع كامل للعلاقات تشكل خروجاً عن قاعدة الإجماع العربي التي عبرت عنها ما عرف “بمبادرة السلام العربية” ٢٠٠٢، والتي هي بالأساس دون الطموح العربي وموضع تحفظنا عليها، كما تشكل في الوقت نفسه تجاوزاً للقيادة الوطنية الفلسطينية والتي نحيي موقفها بالإعلان عن رفضها لهذه الخطوة التي جاءت لتفتح ممرات عبور صهيوني إلى العمق القومي.
إن القيادة القومية للحزب التي تعيد التأكيد على ثوابت الموقف المبدأي تجاه القضية الفلسطينية، وتؤكد بأن الحق القومي بفلسطين هو حق تاريخي غير قابل للتصرف، ولا يحق لنظام عربي ولا حتى لجيل أن يفرط بحق قومي، والتنكر لحقوق الأمة في فلسطين بقدسها الحاضنة لكنيسة القيامة والأقصى، مدينة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
إن القيادة القومية للحزب التي تعتبر أن كل من يمن النفس بدور إقليمي محمول على رافعة التحالف الأميركي الصهيوني إنما هو واهم والدليل أن أنظمة عربية تحكم دول عربية عميقة في بنيانها الوطني، تراجع دورها وتأثيرها وانغلقت ضمن حدودها بعد تطبيع علاقاتها مع العدو، وكله صب في مصلحة الكيان الصهيوني الذي وسع من دائرة اختراقاته الأمنية والإعلامية والتجارية، كما أدى إلى إحداث فراغ في الفضاء العربي والذي بلغ مداه الأوسع بعد احتلال العراق وإسقاط نظامه الوطني، ومنه نفذ المشروع الإيراني واستفحل تغوله وحقق ما لم يستطع العدو الصهيوني تحقيقه بعد الانكشاف القومي وحرمان القضية الفلسطينية من سندها القومي والحضن الدافئ الذي كان يؤكد عليه الأمين العام للحزب الشهيد القائد صدام حسين.
إن القيادة القومية للحزب وهي تنبه من مخاطر هذه الخطوة على الأمن القومي العربي، تدعو إلى استنهاض الجماهير العربية التي تغص ساحاتها بحراك شعبي ضد نظم الفساد والارتهان والتبعية للخارج الدولي والإقليمي وتدعو الثورات والانتفاضات الشعبية أن تدخل في برامجها التغييرية الموقف الداعي لمواجهة قوى التطبيع مع العدو، نظماً كانوا أو هيئات وأشخاصاً والعمل لرفع مستوى التحصين الشعبي للحؤول دون تمرير صفقات مع كيان العدو وعلى قاعدة العلاقة الجدلية لنضال الجماهير العربية ضد استلابها القومي والاجتماعي.
لقد قال حزبنا، حزب البعث العربي الاشتراكي، لا قوية لاتفاقيات التسوية مع العدو، كونها لا تعدو سوى تسويات استسلامية في ظل موازين القوى السائدة، وقالها، لا قوية لكل من يتجاوز على الحقوق الوطنية الفلسطينية، واليوم يقول لا لهذه الخطوة لأنها لا تخدم قضية فلسطين، بل الدعم يكون بتقديم الإسناد لجماهير فلسطين وقواها المقاومة، وعدم الاستجابة للقرار الأميركي الذي يرعى تنفيذ صفقة القرن في الحديقة الخلفية لفلسطين، وعلى شعب الإمارات أن يتنصر لفلسطين وأمته العربية بموقف رافض للتطبيع وسيكون هذا الموقف موضع التقدير والاحتضان من قبل جماهير الأمة على مساحة الوطن العربي الكبير.
لتسقط خطوات التطبيع مع العدو ولتنتصر إرادة الأمة العربية في مقاومتها لكل من يساوم ويفاوض على حق الأمة القومي في فلسطين، وليبق شعار تحرير فلسطين، كل فلسطين شعاراً للجماهير العربية وقواها الثورية والمقاومة، وليبق شعار “أن فلسطين لن تحررها الحكومات وإنما الكفاح الشعبي المسلح” هو الشعار الذي يضبط الإيقاع النضالي لمقاومة فلسطين المفتوحة على عمقها القومي الحاضن.
المجد والخلود للشهداء والخزي والعار للخونة والعملاء.
القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
في ١٤ / ٨ / ٢٠٢٠