القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي: جرائم بغداد والنجف والناصرية، جرائم ضد الإنسانية لمقاضاة مرتكبيها أمام القضاء الجزائي الدولي

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي:

جرائم بغداد والنجف والناصرية، جرائم ضد الإنسانية لمقاضاة مرتكبيها أمام القضاء الجزائي الدولي

 

دانت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي المجازر التي ترتكب بحق المتظاهرين في مدن العراق وآخرها مجزرة بغداد معتبرة ان هذه الجرائم هي جرائم ضد الإنسانية.

جاء ذلك في بيان للقيادة القومية فيما يلي نصه:

 

لم تكد تمضي أيام قليلة على المجازر التي ارتكبتها الميلشيات التي تنشط تحت عنوان ما يسمى الحشد الشعبي في النجف الأشرف وذي قار، حتى أقدمت مجموعات من هذه الميليشيات على ارتكاب مجزرة رهيبة بحق المتظاهرين سلمياً في بغداد وفي ساحتي التحرير والخلاني وعلى جسري السنك والأحرار مما أدى إلى استشهاد العشرات من المعتصمين وجرح المئات في استحضار لمشهديات أبشع الجرائم التي ترتكب بحق شعب العراق الصامد الصابر منذ وقع تحت الاحتلال لستة عشر سنة خلت وتناوب على ارتكابها الاحتلالين الأميركي والإيراني.

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وهي تدين بشدة هذه الجرائم التي ترتكب بحق جماهير العراق المنتفضة على منظومة الفساد السياسي والاقتصادي والاجتماعي وعلى التغول الإيراني، ترى أن هذه الجرائم تنطوي على كل أركان الجرائم ضد الإنسانية والتي تفرض مقاضاة مرتكبيها، محرضين ومنفذين ومتدخلين، أمام المحكمة الجنائية الدولية وأمام كل قضاء دولي آخر يحتفظ لنفسه بالولاية الشاملة لمقاضاة كل من ينتهك أحكام القانون الدولي الإنساني كالتي تتعرض له جماهير العراق وهو انتهاك خطير لحقوق الإنسان التي حفظت المواثيق الدولية وخاصة العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية حق الحماية لحرية التظاهر والتجمع والرأي والتعبير وبالتالي ان منتهكي هذه الحقوق هم مجرمون بكل الأوصاف القانونية ويجب مقاضاتهم أشخاصاً كانوا أو كيانات.

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي التي تدعو إلى محاكمة منفذي الجرائم التي تركب بحق المعتصمين والمطالبين بأبسط حقوقهم الوطنية والاجتماعية ترى أن البصمات الإيرانية هي شديدة الوضوح في تنفيذ هذه الجرائم والثابتة من خلال ارتباط المجموعات الميليشياوية التي تركب أفعالها الجرمية بمركز التوجيه والتحكم والإيراني والتي ازدادت وضوحاً بعد قدوم المجرم سليماني إلى العراق مع المئات من حرسه وإعطائه الأمر بقمع الحراك بالحديد والنار الذي تجلى بأبشع صوره في المجازر المرتكبة في مدن العراق وآخرها مجزرة بغداد ، وعليه فإن النظام الإيراني يتحمل المسؤولية الكاملة عن المجازر التي ترتكب بحق شعب العراق باعتباره سلطة امر واقع قائمة بالاحتلال يقوم بتوجيه المنظومة السلطوية التي تنفذ إملاءاته والتي عملت أجهزتها على تأمين التسهيلات التي مكنت الميليشيات من تنفيذ المجزرة الأخيرة من فتح الطرق إلى قطع الكهرباء وإعاقة وصول سيارات الإسعاف لإنقاذ الجرحى والمصابين.

إن القيادة القومية التي توجه التحية لجماهير العراق التي واجهت وتواجه باللحم الحي والصدور العارية عصابات القتل والغدر والعمالة تكبر فيها صمودها وإصرارها على الوصول بانتفاضتها الثورية إلى مآلاتها النهائية وهي ترى أن إنهاء حكم منظومة الفساد وإنهاء التغول الإيراني لا يكون إلا عبر إنتاج عملية سياسية جديدة تنهي إفرازات الاحتلال وتعيد بناء العراق بناء وطنياً شاملاً لا مكان فيه لمحتل إيراني أو أميركي ولمنظومات الفساد التي نهبت المال العام ووظفته في خدمة مشروع النظام الإيراني التوسعي والتخريبي.

إن القيادة القومية التي توجه التحية لكل القوى الوطنية في العراق وكل النخب السياسية والاجتماعية وأشراف العشائر وكل من شكل حاضنة شعبية واجتماعية لهذه الانتفاضة المباركة، تدعوهم إلى توحيد الصف والموقف لمواجهة المنظومة السلطوية براعييها الإيراني والأميركي وتأمين الرافعة الشعبية للمشروع الوطني الإنقاذي الذي لأجله انطلق حراك الجماهير لإنهاء استلابه الوطني والاجتماعي.

وهي ترى بأنه بقدر ما هو ضرورة وطنية عراقية توحيد وتفعيل دور القوى الوطنية العراقية الشريفة بكل طيفها السياسي والاجتماعي لمواجهة المشروع الجهنمي الذي يستهدف العراق بوحدته أرضاً وشعباً ومؤسسات وبدوره وهويته القومية، فإنه مطلوب وبنفس المستوى موقف عربي رسمي وشعبي لدعم انتفاضة شعب العراق في مواجهة جلاديه وسالبي إرادته الوطنية، لأن العراق كان وسيبقى صمام أمان للأمن القومي العربي برمته.

ولو لم يسقط العراق بعد احتلاله لما كان حصل هذا التغول الإيراني في العراق والعمق القومي وبات خطره يضرب في أكثر من ساحة عربية.

إن إطلاق حملة دعم عربي لانتفاضة العراق المجيدة هي حق لشعب العراق على امته وهي واجب الأمة تجاهه وهو الذي لم يوفر جهداً وإمكانية لدعم قضايا الأمة وعلى رأسها قضية فلسطين في ظل حكم نظامه الوطني.

إن الدعم العربي على كافة الصعد والمستويات مطلوب لإفهام من يتمادى في استهدافه لشعب العراق، بان انتفاضته لا تعبر عن نبض الشارع العراقي وحسب بل هي بكل أبعادها إنما تعبر عن نبض الشارع العربي والذي تشهد بعض ساحاته انتفاضات يحاكي بعضها بعضاً في مواجهات منظومات الفساد والارتهان السياسي للخارج الدولي والإقليمي.

إن القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي التي تدعو إلى إطلاق حركة دعم وإسناد عربية انتصاراً للجماهير المنتفضة في عراق العروبة تدعو المجتمع الدولي وخاصة مؤسساته ذات الصلة بقضايا حقوق الإنسان لمساءلة ومحاكمة الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية وآخرها الجريمة – المجزرة التي ارتكبت في ساحات بغداد وميادينها.

وهذا لا يعفي أيضاً الأمم المتحدة من مسؤوليتها ومجلس الأمن الذي عليه اتخاذ القرار بإحالة الجرائم التي ارتكبت بحق المتظاهرين السلميين في العراق إلى المحكمة الجنائية الدولية باعتبارها جرائم ضد الإنسانية وإلا فإن الجميع سوف يكون في موقع الإدانة عن الجرائم التي ترتكب بحق شعب العراق منذ الاحتلال وحتى تاريخه.

المجد والخلود لشهداء الانتفاضة الثورية في العراق العزيز على قلوب كل أبناء الأمة العربية.

الشفاء للجرحى ولإطلاق سراح المعتقلين والكشف عن مصير المختطفين والمخفيين قسراً.

وما النصر إلا حليف الشعوب المكافحة من اجل استقلاها وحق تقرير ومسيرها وإنهاء كل أشكال استغلالها الاجتماعي والسياسي.

إنما النصر صبر ساعة.

صبراً يا شعب العراق العظيم.

 

 

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

في ٧ / ١٢ / ٢٠١٩

Author: nasser