طليعة لبنان :
الاجرام الصهيوني لاحدود له
ولا سبيل لمواجهته الا بوحدة وطنية شاملة
اكدت القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي ، ان الاجرام الصهيوني لاحدود له ، وان من ارتكب حرب ابادة جماعية ولما يزل بحق غزة ، لايتواني عن ارتكاب جرائم حرب بحق لبنان واخرها العدوان الواسع النطاق على مساحة الارض اللبنانية وان لاسبيل لمواجهة هذا الاجرام الا بوضع الصراع في اطار بعديه الوطني والقومي الشاملين .
جاء ذلك في بيان للقيادة القطرية للحزب في مايلي نصه.
اقدم العدو الصهيوني خلال الساعات الاخيرة على ارتكاب جريمة حرب جديدة ضد اللبنانيين اوقعت مئات الشهداء ومايفوق الالف جريح عدا التدمير الواسع الذي طال الاماكن السكنية والمرافق الحياتية والحيوية والقطاع الخدماتي بتوسيعه لنطاق عملياته العدوانية على مساحة الارض اللبنانية ، مستحضراً بذلك مشهدية عدوانه على غزة التي ارتكب بحق اهلها ولم يزل حرب ابادة جماعية اودت بعشرات الالوف من الشهداء جلهم من الاطفال والنساء وما يفوق المئة الف من الجرحى عدا الاسرى والمفقودين.
ان العدو الصهيوني الذي بدأ يعطي لصراعه مع الامة العربية على مستىوى الجزء الوطني والكل القومي بعده الوجودي يقدم اثباتاً جديداً بان مشروعه لايستهدف فلسطين وحسب بل الامة برمتها . وان اقدامه على تدمير البنيات الوطنية العربية مستفيداً من ادوار القوى الرديفة لمشروعه التدميري انما يتقدم على استهدافه “للحلقات السياسية” خارج اطار الدولة الوطنية التي تمارس الفعل الميداني المقاوم ضده. وهذا الذي طبقّه العدو الصهيوني في غزة ، يعمد لتطبيقه على لبنان ، لمجرد ان هذا البلد شكل حاضنة للمقاومة منذالستينيات وحتى تاريخه. والعدو الصهيوني الذي يستمر في اعماله العدوانية ضد لبنان وفلسطين إنما يقوم بها وهو موحد “الارادة السياسية “على اهداف الحرب ، فيما الاوضاع السائدة في البيئات الوطنية العربية الداخلية التي يفترض ان تكون حاضنة للفعل المقاوم للاحتلال ،محاصرة بواقع الانقسام السياسي الفصائلي في فلسطين وبواقع الانقسام السياسي في لبنان على اكثر من صعيد .
وطالما ان العدوان الصهيوني الواسع الذي يتعرض له لبنان حالياً ، كما الذي تتعرض له غزة ليس الاول ولن يكون الاخير طالما الصراع مع هذا العدو هو صراع وجودي بين الامة العربية حصراً والحركة الصهيونية بكل داعميها الدوليين وخاصة اميركا والاقليمين وخاصة الذين يتغولون في العمق القومي ويعملون على تفتيت البنى القومية العربية وطنياً ومجتمعياً، فإن نجاعة التصدي للعدوانية الصهيونية وردعها واسقاط مفاعيلها ، تتطلب :
اولاً : توحيد قوى الفعل الفلسطيني المقاوم للاحتلال الصهيوني ، لان الوحدة الوطنية على قاعدة برنامج مقاوم هي التي تقّوي عضد المقاومة على الارض وهي التي تحصن الموقف السياسي من انزلاقات المساوامات السياسية وهي التي تبقي الموقف الوطني الفلسطيني في وضع الاستعصاء امام كل محاولات الاسقاط للهوية الوطنية الفلسطينية ، وبالتالي الحؤول دون تمرير الصفقات السياسية التي تطبخ في الكواليس الدولية والاقليمية على حساب الحقوق الوطنية الفلسطينية ، ولذا يجب الاسراع في تفعيل “اتفاق بكين ” كرد سريع على مايسعى العدو لتمريره بشأن غزة وبعدها الضفة والقدس.
ثانياً : الاسراع باعادة الاعتبار للدولة اللبنانية كهدف يحتل الاولوية على أي مطلب اخر ، وذلك ليس لضرورة الانتظام للحياة العامة واعادة تفعيل دور المؤسسات والمرافق العامة وحسب ، وانما وبدرجة اولى ، لتوفير ارضية وطنية صلبة تكون قادرة على مواجهة التحديات التي يفرضها العدو الصهيوني وتأدية الدور الوطني المطلوب في تلقي النتائج وتأمين مقومات الصمود الاجتماعي والانساني في مواجه المخاطر الناجمة عن تصاعد العدوان الصهيوني وتوسع نطاقه.
والقيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي ، اذ تقدر عالياً الحمّية الوطنية لدى الشعب اللبناني والذي سارع الى تقديم مايمكن تقديمه للتخفيف من وطأة النزوح من المناطق التي تتعرض للعدوان ، ترى ان المسؤولية الاساسية. انما تقع على عاتق الدولة ، اذ لا امكانية لطرف او فريق مهما بلغت امكاناته، القدرة على تلقي النتائج واحتوائها والتخفيف من اعبائها في ظل المدى الذي وصل اليه العدوان وتداعياته . وهذا مايتطلب اعادة الاعتبار للدولة ولدورها وحضورها السياسي والخدماتي لمواجهة التحديات التي يفرضهاالعدوان الصهيوني كما تلبية الحاجات الاساسية للمواطنين ، وهو ما بات يملي الخروج من دائرة المناكفات السياسية الداخلية والاسراع بملء الفراغ في المؤسسات الدستورية وخاصة في موقع رئاسة الجمهورية واعادة تسيير الادارة العامة ، اخذين بعين الاعتبار مصلحة لبنان الوطنية التي ترتقي فوق المصالح الفئوية الداخلية وفوق مصالح القوى الدولية والاقليمية التي تتعامل مع ساحة لبنان وبعض قواها بانها ساحة لتنفيذ اجندة اهدافها الخاصة ولو كان على حساب التضحيات الجسيمة التي يقدمها شعب لبنان في التصدي للعدوان وفي تلقي نتائجه. وقد آن الاوان للبنانيين ان يدركوا ولو متأخرين كما للعرب اجمعين ، بان العدوالصهيوني كما هو عدو وطني للبنان بكل مكوناته ، إنما هو عدو قومي للامة العربية بكل مكوناتها الوطنية وبغض النظر عن طبيعة انظمتها السياسية. ومن كان كان خارج هذين الاصطفافين الوطني والقومي لن يتوانى عن عقد الصفقات مع هذا العدو اذا ماتأمنت مصالحه الخاصة والذاتية.
التحية للصامدين من ابناء شعبنا وهم يواجهون الة الحرب الصهيونية وحيدين الا من التعاطف الشعبي والتحية موصولة للشعب الذي ارتقى فوق الخلافات السياسية ، واندفع للمساعدة في تخفيف وطأة النزوح وتلقي نتائج العدوان .
الرحمة للشهداء الذين سقطوا من جراء العدوان الصهيوني المتواصل فصولاً ، والشفاء للجرحى ، ونقولها ونؤكد عليها بأن لا سبيل لمواجهة هذا الاجرام الصهيوني الا بوحدة وطنية تخوض الصراع مع العدو في اطار بعديه الوطني القومي الشاملين .
القيادة القطرية لحزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
بيروت في ٢٠٢٤/٩/٢٤