وسائِل الشَباب العَربي في تَحقيق التَحرِير

المنصة الشبابية

 

انطلاقاً من حقيقة أن الشباب هم صناع الحاضر العربي وجوهر قوته وحيويته وهم قادة مستقبله، فقد تم تأسيس هذه المنصة الشبابية لتكون باباً جديداً من ابواب النشر لمكتب الثقافة والاعلام القومي لتطل على الشباب العربي من خلال مناقشة شؤونه وطرح قضاياه الراهنة والتعبير عن تطلعاته المستقبلية. وهي مخصصة حصرياً لنشر كتابات الشباب وابداعاتهم في المجالات الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والاعلامية وذلك لتعميق مساهمتهم في الدفاع عن قضايا امتنا العربية وصناعة مستقبلها. كذلك فان المنصة تعنى بمتابعه ما يصدر من موضوعات ثقافية واعلاميه وفنية في وسائل الاعلام العربية ودول المهجر والتي لها علاقة بقضايا الشباب في الوطن العربي، وترجمة ونشر ما يخدم منها في مواجهة تحديات الامة وتحقيق نهضتها الحضارية الشاملة.

 

 

وسائِل الشَباب العَربي في تَحقيق التَحرِير

أبو العروبة

تختلف وسائل الشباب العربي في تحقيق الأهداف التحررية التي يسعون إليها، وهم يواجهون الاحتلال والأنظمة العميلة والمليشيات وسُراق المال العام.  فلماذا نركز على فئة الشباب؟ الأسباب في الحقيقة كثيرة منها:

١ – إن الشباب يشكلون النسبة الأكثر في وطننا العربي وهم اصحاب المصلحة الحقيقية في التحرير والتغير نحو الأفضل.

٢- الشباب العربي يتواصلون مع العالم الخارجي بكثافة عبر وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة، وبالتالي فهم على اطلاع بمحيطهم الاقليمي والعالمي، ولديهم القدرة على المقارنة والتمييز.

٣-  لدى الشباب العربي الطموح في اللحاق بركب المجتمعات المتقدمة والمستقرة، وهذا هدف مشروع وحق طبيعي لكل الامة وفي مقدمتها الشباب لاسيما وهم يعانون الفقر والمرض والجهل في معظم اقطارنا العربية. واسباب هذا الثالوث معروفة قديماً وحديثاً، فالاستعمار والامبريالية العالمية والصهيونية والشعوبية والانظمة العميلة وسراق المال العام، والمليشيات والرَتل الخامس المرتبط بالخارج، من أهم الأسباب في معاناة الشعب العربي وفئة الشباب على وجه الخصوص.

 

السؤال هو:

١-هل يتقبل الشاب العربي في العراق على سبيل المثال الوضع المزري الذي يعيشه نتيجة للأسباب التي ذكرت أعلاه، وهو يرى كيف يعيش الشاب في بعض الدول الاسيوية التي قطعت شوطاً نحو النهضة، وفي أوروبا، وما الذي تقدمه الحكومات الأوربية مثلاً لشبابها، ويرى أيضاً الامتيازات التي يحصل عليها الشباب في الأقطار العربية في الخليج العربي؟

٢- هل يتقبل الشاب العربي في فلسطين الانتهاكات التي يتعرض لها على يد الاحتلال الاستيطاني الصهيوني التي فاقت انتهاكات النازية والفصل العنصري في جنوب افريقيا؟

٣– هل يتقبل الشباب في السودان الشقيق هذه الحرب العبثية التي تجري على أرضه نتيجة صراع جنرالات الحرب الذين سرقوا ثورته السلمية؟

 

الإجابة على هذه الأسئلة التي نأخذ فيها ثلاثة أقطار عربية كمثال، هي ما علينا دراسته وتحليله، فالشباب في العراق وثوار تشرين على وجه الخصوص نزلوا الى الساحات رافعين الشعارات المعروفة، (إيران بره بره بغداد تبقى حرة)، و(العن ابو إيران لابو امريكا) و (ذيل لوكي) وغيرها. هذه الشعارات على بساطتها تلخص معاناة العراق وشعبه، ووسائل تحقيق الأهداف التي يهدف الشباب إليها، من التظاهرات التي خرجت في تشرين والتي واجهتها الحكومة العميلة والمليشيات بالحديد والنار، والتي قدمت الدماء الزكيّة الغالية على طريق تحقيق تلك الاهداف، كانت ولازالت وسوف تستمر وهي ترفع شعار (السلمية).

وهذا أسلوب من اساليب النضال الذي استخدمته الشعوب في تحقيق اهدافها ومن الهند التي حققت هدف الاستقلال، والمثال الاقرب هو نضال الشعب السوداني الشقيق وشريحة الشباب على وجه الخصوص والذين أزاحوا نظام البشير.

 

السؤال هل يتعارض النضال السلمي في العراق والسودان لتحقيق الاهداف مع النضال المسلح، والشعارات التي رفعتها الاحزاب الثورية وفي مقدمتها حزب البعث العربي الاشتراكي، وشعاره المعروف (الكفاح الشعبي المسلح)؟

 

إن ما حدث على أرض الواقع يؤكد عدم وجود أي تعارض، ما دامت الأهداف تتحقق، أو أن طبيعة القطر أو المرحلة تتطلب المرونة بين عدة استراتيجيات للوسائل النضالية، بدلا من استراتيجية واحدة.

 

السؤال الذي يطرح نفسه هو، ماذا عن منطق القوة المسلحة والعنف المفرَط للطرف المقابل كما في المليشيات المسلحة في العراق، والعسكر في السودان ؟، هل من الممكن تحقيق الاهداف في ظل المليشيات والعسكر؟

 

 الجواب ممكن إذا ما طور الشباب في كلا القطرين أسلوب النضال السلمي وتصعيده بكفاءة عالية، من دون أن يخنقوا أنفسهم باستراتيجية واحدة. أي إن عجزوا عن تحقيق ذلك، فعليهم بالنضال الشعبي المسلح، كيف؟

لدينا بالإضافة إلى الأساليب الثورية مثال حي على الارض يجسد هذه الاستراتيجيات والوسائل، وهو النموذج الذي يقدمه الشباب العربي في فلسطين العزيزة وعلى وجه الخصوص ما حدث مؤخراً مثلاً في(جنين)، مدينة الصمود والتضحية، بالإضافة إلى مدن الضفة الأخرى.

 

إن الأحزاب الثورية مطالبة اليوم بدراسة وتحليل ثورات الشباب العربي السلمية ووسائل تطويرها لتحقيق أهدافها، لأنها أسلوب من أساليب النضال الثوري التي تتطلبها بعض المراحل من النضال التحرري والتي تعمل لوحدها أو بالتكامل مع أسلوب الكفاح الشعبي المسلح ولا تقل أهمية عنه كما يقدمه اليوم شبابنا في فلسطين الحبيبة.

 

Author: nasser