بيان قيادة قطر السودان بشأن الحرب العبثية في السودان بين طرفي الحرب.

بسم الله الرحمن الرحيم

حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)

قيادة قطر السودان                                                         أمة عربية واحدة

                                                                                                    ذات رسالة خالدة

 

الإرادة الوطنية التي رفضت الحرب، وعزلت أطرافها، هي العامل الحاسم لوقفها الدائم والشامل

 

يا بنات وأبناء شعبنا الأوفياء:

* كشفت هدنة اليوم الواحد، السبت الماضي 10 يونيو، التي طلبتها وساطة جدة، قدرة طرفي الحرب الدائرة منذ 15 أبريل، على وقف الاقتتال وضبط منسوبيهم بذلك، على نطاق البلاد وقتما أرادا ذلك. فقد التزم الطرفان بشكل كامل خلال ساعات الهدنة دون أي خروقات تذكر.

كما كشفت كذلك أن الحرب هي رغبة ذاتية لطرفيها، ليس فيها أي اعتبار للشعب السوداني، الذي يدفع ثمن اقتتال عبثي، وليس فيه منتصر، من أرواحه وعافيته واستقراره وممتلكاته ومستقبل أجياله، وتدمير للبنى التحتية وهدر لمقدرات البلاد وتماسكها وسلمها الأهلي والاجتماعي.

* لقد تجدد الاقتتال، بشكل عنيف ومتصاعد وعلى نطاق واسع بمجرد انقضاء أجل هدنة اليوم الواحد، وكأنما القصد منها كان إرضاء الوساطة وليس مراعاة للظروف التي جرتها الحرب على الشعب السوداني قاطبة، نفسيا وإنسانيًا ومعيشيًا واجتماعيًا وعلى وحدة وأمن واستقرار البلاد.

* تتمدد آثار الحرب العبثية المدمرة من الخرطوم، امتداد ناصر وجنوب الخرطوم والمقرن وشرق النيل ووسط أم درمان وجنوبها، إلى الأبيض المحاصرة، كما جزيرة توتي، في ظروف كارثية إلى ولايات دارفور والجنينة التي اُستبيحت بالموت الجماعي المجاني، حيث بلغ عدد الضحايا فيها نحو 1000 في الأسبوع الأخير، وغرب وجنوب كردفان إلى المعابر الحدودية التي يعيش السودانيون فيها الإذلال والمهانة، إلى الولايات المنهكة التي تستقبل مئات الآلاف من الفارين من نيران الحرب التي صارت تهدد بلادنا، بالتمزق والفناء.

أكدت حرب الشهرين العبثية أن طرفيها لا يعيران أدنى اعتبار للشعب ومصالحه العليا بقدر ما تحركهما الدوافع الذاتية وصراع السلطة ولو على أشلاء الوطن وجماجم شعبه، بعد أن أدت إلى انهيار قطاع الخدمات، والاستيلاء على مراكز الخدمات الطبية والعلاجية وخروج نحو 70% منها من الخدمة، والنهب والإتلاف الذي تعرضت له مصانع وشركات الأدوية والصيدليات، وتحويل المنازل والأحياء السكنية من قبل قوات الدعم السريع إلى دروع بشرية، وتواصل القصف المدفعي والطيران من قبل الجيش، وتوقف دولاب العمل، وتأجيل امتحانات الشهادة السودانية، وعدم صرف مستحقات العاملين في القطاع العام والخاص، والمعاشيين، لنحو ثلاثة اشهر، ووفاة مئات المرضى في العاصمة والولايات، لعدم تلقي العلاج، لا سيما مرضى الكلى والأورام السرطانية، وتعرض النساء لحالات موثقة للاغتصاب، والموت أثناء الولادة.

 

يا جماهير وقوى انتفاضة ديسمبر الثورية:

فيما تبدو في الأفق نذر نقص الغذاء والمجاعة، لانعدام سلاسل المواد الغذائية، وفشل العروة الصيفية للموسم الزراعي، في العديد من الولايات والمشاريع الزراعية، إضافة للنهب والسرقة التي تعرضت لها مخازن الغذاء في دارفور وشمال كردفان .

* لقد كشف تجدد القتال، بلا طائل، بشكل أعنف، بعد تكرار الهدن، أن العامل الحاسم لوقف الحرب، والحيلولة دون اتساع نطاقها، بوقف شامل ودائم، هو الإرادة الوطنية، التي احتشدت حول رفضها، وعزلت أطرافها وموقدي نيرانها، وشكلت رأي عام لوقفها والتصدي لما ألحقته من تخريب ودمار وزعزعة لأمن واستقرار الإقليم.

* فلنصطف في جبهة مدنية واسعة لوقف الحرب وترميم ما سببته من خراب شامل، تنتظم ربوع البلاد، بانتزاع الفرص لإطلاق المواكب والمسيرات والوقفات الاحتجاجية، وكافة وسائل التعبير السلمي، ورصد وتوثيق الجرائم والانتهاكات، والانتقال بالحلول السلمية، لمعالجة وتدارك أسبابها وإفرازاتها، عبر برنامج أولويات للديمقراطية والتغيير، تلتزم بتنفيذه سلطة مدنية، في مدة لا تتعدى العام، تخضع لها كافة مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية،  وتهيئ الأجواء لإجراء انتخابات عامة، شفافة وديمقراطية، وتضع، بإصلاح جهازي الدولة، حدا لنهاية الدور السياسي والاقتصادي الذى لعبته نخب عسكرية باسم الجيش زهاء 55 عاماً من عمر الاستقلال، وبناء جيش وطني واحد مقتدر وحديث، يتفرغ لمهامه وفق قانونه واحترام النظام الدستوري الذي يرتضيه الشعب .

* إن الحرب والرصاص والاعتقالات لن تثني جماهير الشعب عن مواصلة نضالها السلمي الديمقراطي، لوقف الحرب، وتحقيق تطلعاتها في الحرية والسلام والعدالة، والويل كل الويل، لمن يستخف بإرادة شعبنا الجبارة.

 

الإجلال للشهداء الأكرم منا، وعاجل الشفاء للجرحى والمصابين، والحرية للمعتقلين والمحتجزين.

توثيق الجرائم والانتهاكات، وحماية المؤسسات العلمية والبحوث، والآثار والمتاحف والمكتبات، واجب وطني.

 

حزب البعث العربي الاشتراكي (الأصل)

قيادة قطر السودان

2023/6/12

 

Author: nasser