أشقاؤنا العرَب في الأحواز يَحتَفلون
أبو العروبة
احتفل الشعب الأحوازي الشقيق الذي يرزح تحت الاحتلال الفارسي الاستيطاني، منذ أن تآمر النظام الشاهِنشاهي عليه وبمساعدة الغرب المستعمر وذلك بدعوة الشهيد خزعل الكَعْبي أمير إمارة الأحواز العربية المستقلة والذي كان مرشَّح ليكون ملكاً على العراق والأحواز، الى بارجة بريطانية، حيث تم اغتيالَه وضمّ الشعب العربي في الأحواز الشقيقة الى دولة إيران، التي ضمت اليها شعوباً من الدول المحيطة بها، كالأكراد، والبلوش، والأذريين وغيرهم.
احتفل شعبنُا في الأحواز بانتصار الفريق السعودي، وكانت فرحتهم الكبرى بانتصار المنتخب المغربي الشقيق. احتفلوا كما احتفل الشعب العربي الذي تسري في عروقه الدماء اليعربية من المحيط الى الخليج. احتفلوا لأنهم عربٌ أقحاح. فشعب الأحواز الشقيق هو امتداد للعشائرِ العربية في العراق والتي تعود بالأصل الى القبائلِ العربية في الجزيرةِ العربية واليمن الشقيق. فهناك يعيش السواعد وبني طرف وبني كعب والسودان وكنانة وغيرهم. وكانت الأحواز الشقيقة مملكة تحكمها الدولة المشعشعية وحكامها من العرب قبل أن تتحول الى إمارة هاجمها الصفويون.
احتفل شعبنا العربي في الأحواز كباقي العرب وفي مقدمتهم شعبنا الفلسطيني الذي يرزح تحت الاحتلال الصهيوني الاستيطاني البغيض.
السؤال لماذا لا نرفع العلم الأحوازي في ملاعب العرب كما يُرفع العلم الفلسطيني، ولماذا لا يركّز الإعلام العربي على أن هناك شعب وأرض عربية محتلة في الأحواز، مع العلم أن المحتل الفارسي الاستيطاني هو أشدّ خطورة على الأمة العربية وعلى الوطن العربي من المحيط إلى الخليج، لأنه يندس مستتراً، يحاول الاختباء تحت عباءة الدين؟
ومفهوم إن الوعي الجَمْعي العَربي قد ترسَّخَ فيه أن عدو الأمة العربية هو العدو الصهيوني الذي زُرِع في قلبِ الأمة العربية ليحولَ دونَ وحدتِها وسيادتِها. والذاكرة العربية تمتَدّ الى ما فعله الصهاينة الذين قدِمُوا من أوروبا وأمريكا، والمليشيات التي استحدثوها كالهجانة وغيرها، بشعبِنا الأعزل في فلسطين، في دير ياسين وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية. لذا فان الأمر يختلف عن دولة الأحواز التي لم يسلِّط عليها الإعلام الضوء كقضية عربية، فلا تعرِف أغلبية الأجيال العربية التاريخ العربي للأحواز وكيف سُلِبَت من الوطن العربي، وأهمية موقعها الاستراتيجي لتأمين الأمن القومي العربي من الشرق، كما ولم تَنقل الكتب ولا وسائِل الإعلام المجازر التي ارتُكِبَت من قِبَل الفرس بحق شعبنا العربي هناك ولا معاناة شعبنا الراهنة في ظل النظام الإيراني القائم.
لقد أثار اعتزازي واعتزاز كلّ عربي رَفْع العلم الفلسطيني في ملاعبِ المونديال، ودفعني للمطالبة برفع علم الأحواز في الملاعب والفعاليات العربية والدولية القادمة.
إن العدو الذي عرفناه وتعاملنا معه منذ احتلال فلسطين وتقسيمها عام ١٩٤٨، هو الكيان الصهيوني ودولته المسخ في فلسطين، لذلك فإن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولى، وإن فلسطين طريق الوحدة والوحدة طريق تحرير فلسطين.
ولم نكن نعرف أن هناك كيان استيطاني بشع سيخرج علينا من إيران يلبس عباءة الدين الإسلامي الحنيف بعد احتلال العراق عام ٢٠٠٣، ليحتل أقطار عربية بشكل مباشر وغير مباشر كالعراق وسوريا ولبنان واليمن، ويُسقِط دولها بالتعاونِ مع اميركا والكيان الصهيوني.
لم نكن نعرف لأننا لم نقرأ التاريخ المعاصر، او مررنا عليه مروراً عابراً، فلم ننتبه إلى قطر عربي شقيق تعداده أكثر من تسعة ملايين نسمة، يمتلك ثروات هائلة من النفط، ويطل على الخليج العربي من الضفة الشرقية، وفيه نهر الكارون الذي يصب في شط العرب، ويعيش فيه شعب عربي أصيل قد احتُلَّ من قِبَل الفرس كما احتُلَّت فلسطين.
فلسطين هي قضية العرب المركزية، ولأنها كذلك، ولأن الكيان الصهيوني يعتمد نظام الوليّ الفقيه الفارسي كذراعه الضارب الآن، من خلال احتلال الأرض العربية، وافشال دولِها ونهب مواردها وتفتيت الأمة العربية بإشاعة الطائفية والإثنية وغيرها من عوامل التخلف، كما هو حاصل في العراق ولبنان وسوريا واليمن، لذا فان نصرة شعبنا العربي في الأحواز هي في صميم نصرة القضية الفلسطينية اليوم. لأن التصدي لنظام الولي الفقيه العنصري الاستعماري، يعني قطع اليد الضاربة للمشروع الصهيوني في الوطن العربي في زمننا الراهن.
ولكي نحقق ذلك فعلينا دراسة تاريخ المنطقة ذات العلاقة بوطننا العربي بشكل جيد اي تفهُّم عواملَه وخلفيات أحداثه، منذ عهد كورش والدولة الاخمينية والسلاجقة والبويهيين ودولة الخروف الأسود والأبيض ومعاهدات ارض روم الاولى والثانية وغيرها. وان نقرأه بمنظار عصرنا الراهن، اي تحليل مدى ارتباط تلك العوامل والاحداث بواقعنا اليوم، ليكون فعلنا مبني على وعي بالواقع وخلفياته ولنضع الأولويات بشكل صحيح، ونذكّر الشباب العربي بهذا التاريخ الغابر.. الحاضر.
علينا أن نضع قضية شعبنا العربي في الأحواز المحتلة نصب أعيننا لتكون قضيتنا جميعاً كما هي قضايانا الملحّة الاخرى، فالانتصار للأحواز العربية، هو ضرب للنظام الفارسي الاستعماري وإفشال لخططه الهدامة في تفتيت الوطن العربي خدمة للمشروع الصهيوني الكبير، ومن هنا..
فالأحواز طريق الوحدة.. والوحدة طريق تحرير الأحواز.