انتفاضة شعب العراق لاستعادة الهوية الوطنية وتغيير البنية السياسية

انتفاضة شعب العراق لاستعادة الهوية الوطنية وتغيير البنية السياسية

 

حيت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي الانتفاضة الثورية في العراق واعتبرت ان وصولها الى مآلاتها النهائية في استعادة الهوية الوطنية وتغيير البنية السياسية القائمة هي الإسقاط الكامل للاحتلال وإفرازاته.جاء ذلك في بيان للقيادة القومية في ما يلي نصه :

مع دخول الانتفاضة الشعبية في العراق شهرها الثاني ما يزال نبض الشارع على زخمه وجماهيره المحتشدة في الساحات والميادين تواجه بصدورها العارية الرصاص الحي الذي ترمى به من الأجهزة الأمنية والتشكيلات الميليشاوية المرتبطة بمركز التوجيه والتحكم الإيراني، والذي ادى الى سقوط مئات الشهداء والاف الجرحى في بغداد وسائر المدن والحواضر التي انتفضت على منظومة الفساد السياسي والإداري والاقتصادي والاجتماعي والتي تدير البلاد تحت اشراف الوصي الإيراني ومندوبه السامي قاسم سليماني الذي حل مكان الحاكم الأميركي بريمر الذي أسس لعملية سياسية تنفذ اليوم الاملاءات الإيرانية في السياسة والأمن والاقتصاد وكل مناحي الحياة.

ان القمع الذي تتعرض له الجماهير الثائرة على الظلم والفقر والفساد وانعدام الخدمات والالتحاق السياسي بنظام ( الولي الفقيه ) ، قدم دليلاً حسياً جديداً، بأن الذين يديرون العملية السياسية هم أعداء فعليين للشعب ومسلوخين عن جلدتهم الوطنية وهم مجموعة لصوص سطوا على ثروة العراق الوطنية ووظفوها في خدمة مصالحهم الخاصة وخدمة النظام الايراني لتخفيف اختناقاته المالية والاقتصادية وتمويل تغوله في العمق القومي العربي وهذا ما جعل صوت الشعب ينطلق مدوياً ليسمع في طهران ( إيران برا برا، بغداد حرة حرة ).

ان هذا الشعار الذي صدحت به حناجر الجماهير في ساحة التحرير ومدن الجنوب والفرات الأوسط عبر عن البعد الحقيقي لهذه الانتفاضة الثورية التي هي ثورة شعب لاستعادة الهوية الوطنية وتغيير البنية السياسية لإنهاء حالة الاستلاب الوطني والاجتماعي التي ناء العراق تحت اعبائها منذ وقع تحت الاحتلال.

ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وهي تدين بشدة القمع الدموي التي تتعرض له الجماهير الثائرة على الاحتلال الإيراني والفساد السياسي، توجه التحية لهذا الشعب العظيم الذي عبر من خلال انتفاضته عن تجذر الروح الوطنية في ابنائه واستعدادهم للتضحية دفاعاً عن هويتهم الوطنية وعروبتهم امام محاولات التفريس والنهب المنظم للثروة الوطنية.

واذا كان النظام الايراني يعتقد انه سيطوع إرادة شعب العراق من خلال القمع واعادته الى بيت الطاعة الايرانية فهو واهم والجواب يعرفه حكماً من خلال مشهديات هذه الثورة الهادرة التي رفعت العلم العراقي في كل الميادين واسقطت العلم الايراني من على منصات القنصليات الايرانية التي تحولت الى اوكار تجسس وادارة لأعمال التخريب في بنى المجتمع العراقي.

هذه المشهديات البطولية مثلت إفصاحاً عن المخزون الوطني لهذا الشعب الذي أُسس له في ثورة العشرين وعبر قطاره محطات ثورة١٤تموز واسقاط ما عرف بحلف بغداد وثورة ١٧ / ٣٠ تموز بكل انجازاتها العظيمة ومعاني ودلالات القادسية الثانية التي جرعت الخميني كأس السم وها هو اليوم يجرع نظامه كاسم جديد رغم مكابرته وعدم التسليم بواقع الانهيار لمرتكزاته السياسية والأمنية بعدما قال الشعب كلمته بأن ذي قار والقادسيتين ستبقى بمعطياتها جزءاً عضوياً في تكوين الشخصية الوطنية العراقية والتي تعبر عن نفسها بهذا الانتفاضة الثورية التي التف حولها كل الطيف السياسي الوطني الاجتماعي والعشائري ورجال الدين الوطنيين والتي تنهل من معطى مقاومته الوطنية ضد الاحتلال معيناً لا ينضب.

ان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي وهي تكبر بجماهير العراق انتفاضتها البطولية تعتبر ان وصول هذه الانتفاضة الى مآلاتها النهائية في استعادة الهوية الوطنية وتغيير البنية السياسية القائمة واعادة بناء العراق بناءً وطنياً وفق محددات البرنامج الوطني للإنقاذ لن تنعكس آثاره الايجابية على ساحة العراق وحسب، بل ستعكس على مدى الساحة القومية والإقليم. فالأمن الوطني العراقي استبيح والأمن القومي العربي اخترق يوم انكشف العراق وعبثت به قوى الاحتلال الاميركي والايراني ،ومن هذا العراق المتحرر من الاستلاب القومي والاجتماعي سيعاد الاعتبار للشخصية الوطنية العراقية وللأمن القومي العربي، لان العراق كان وسيبقى صمام الامان للامة العربية.

فلتنتصر الأمة العربية للعراق وانتفاضته الثورية ولتطلق اوسع حملة دعم لها لأنها تحاكي حراك شعبي في ساحات عربية أخرى وكلها تتكامل في نتائجها لأنها انطلقت لمواجهة منظومات الفساد ولإقامة النظم الوطنية الديموقراطية التي تقيم دولة المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات كما دولة الخيارات الوطنية المستقلة في نسج العلاقات مع الخارج الإقليمي والدولي.

تحية لكل الطيف السياسي والاجتماعي المنخرط في هذا الحراك الشعبي الثوري.

المجد والخلود لشهداء هذه الانتفاضة المباركة والشفاء للجرحى والخزي والعار للخونة والعملاء الذي ينفذون أجندة القوى المعادية وعلى رأسها النظام الإيراني العنصري.

 

القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي

في ٦ / ١١ / ٢٠١٩

Author: nasser