الأمــل المضيء فــي نهــايـــة النفـــق آت لا ريـــب فيــــــه

القيادة القومية – قيادة التنظيم السوري

 

يا جماهير شعبنا العربي السوري

نخاطبكم في هذه الظروف التي تدركون أبعادها، واعين لمفرداتها، ولكن لا يأس مع الحياة، وبعد نهاية تجربة بقضها وقضيضها، الحياة تطرح مهمات جديدة مستلهمة الوعي والحكمة ودروس التجارب القديمة والحديثة، إن الشعوب تكتسب من تجاربها الدروس والعبر، والفصائل الطليعية السورية كانت تدرك منذ اليوم الأول للثورة المباركة / المغدورة، أن أعداء الشعب السوري وقد أسفروا عن أنيابهم تدريجياُ ومارسوا كافة صنوف المخادعة والحيل والأوهام لكي يحبطوا أمل الشعب السوري في التحرر من طغمة عاثت في البلاد وارتكبت كل الموبقات، وتآمرت مع أقذر الجهات الخارجية وبهدف واحد وحيد: هو أن تبقى في السلطة لتفلت من العقاب أولاً، ثم لكي تواصل حكم البلاد على طريقة إدارة مزرعة، أو شركة تمتلكها عائلة واحدة بطرق متخلفة.

الجهات التي تآمرت على سوريا أرضاً وشعباً تدرك بدقة أن النظام الأسدي هو أكثر أنظمة العالم تخلفاً وبؤساً، وقد رصدنا الكثير من مؤشرات الازدراء التام للقوى التي تدعم النظام من حلفاءه الأقربون ( روسيا ) ثم المتعاقدين بحلف الشيطان ( إيران ـ إسرائيل ) ثم الحلفاء بالنتائج ( الولايات المتحدة ) ، هكذا التأمت دائرة الشيطان في ضرب من مؤامرة قذرة يخجلون إعلانها على الملأ.

إخلاصاً للشعب ولشهداءه وللملايين من أبناء شعبنا في كافة أرجاء الوطن السوري والوطن العربي، وفي المهاجر، ومن أجل أن يستفيد شعبنا وقواه الوطنية والقومية والتقدمية والمتنورة، لابد أن نذكر في إطار تحليل موضوعي جملة أخطاء وقعت فيها الثورة في معظمها كانت إما مضطرة لممارستها، أو كان للأيادي الخفية دورها لتدفع الثورة إلى مسارات غير مفيدة، من تلك :

  1. أن الاعتماد على العنف الثوري بحد ذاته ليس خطأً، ولكن في حسابات التوازن، فإن النظام ومن خلفه من القوى التي تمتلك القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية الهائلة، تضعه ( النظام ) في مكانة متفوقة بمعدلات عالية.
  2. وقوعها في فخ المساعدات الأجنبية أي كان مصدرها مما وضعها في بورصة المساعدات المادية والعسكرية، ومن ثم إساءة استخدام تلك المساعدات. وإذا كان قبول المساعدات في حد ذاته ليس خطاً، ولكن الوقوع في أحضان جهة ترهن مصير الثورة وفق مصالحها الإقليمية والدولية، هو الخطأ. ومن المؤسف أن يعلم شعبنا أن عناوين مهمة قد كسبت واكتسبت على حساب تضحيات شعبنا، إن مثل هذا الخطأ الفادح ينبغي أن يؤشر رغم كونه مؤسفا ليكون درساً من دروس الثورة.
  3. أن قوى الثورة، ( معظمها ) تنافست تنافساً أضر بالثورة، وكأن إسقاط النظام الأسدي مكسب حزبي، وفي هذا غابت عقلية القيادة الثورية الجماعية، وغابت الممارسة الديمقراطية، وهنا كان على شعبنا السوري البطل أن يختار بين الحكم الأسدي الطغياني أو المتشددين المتعصبين الذين لم يستطيعوا تحمل بعضهم في ثورة الخلاص فكيف إذا ما تم النصر وصار الشعب أمام مستحقات كبيرة ..؟ الذين لا تنطوي ممارساتهم الحالية على أفق لغد مشرق يستحقه الشعب بعد عناء طويل من نظام ديكتاتوري طغياني .
  4. الصراعات الخفية والكامنة بين فصائل الثورة كانت إحدى عوامل النتائج السلبية.

 

يا شعبنا العربي السوري الأبي

إن حزبكم، حزب البعث العربي الاشتراكي يؤكد على الثوابت التي هي مطالب شعبنا الرئيسية والمتمثلة:

  1. الجلاء لكافة القوات المسلحة وشبه المسلحة الاجنبية.
  2. وحدة سوريا أرضاً وشعباً
  3. تحرير الأرض العربية وعدم التنازل عن شبر واحد من حقوقنا المقدسة.
  4. التأكيد على دور سورية القومي والتاريخي.
  5. السير نحو نظام ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان

إن حزبكم حزب البعث العربي الاشتراكي الذي يقارع السلطة الأسدية منذ أن انحرفت هذه القيادة عن مسارات التقدم والتطور، فانغمست في صراعات حزبية دموية فيما بينها، فقمعت الديمقراطية داخل الحزب أولا، ثم عادت الشعب عداء جذرياً على يد الأسد الأب والأبن، حزبكم حزب البعث العربي الاشتراكي كان يواكب الأحداث وخاض مناضلوه النضال مع شعبنا في فصائل الثورة، فلم نشأ ننافس حزباً أو حركة، كما أن الحرب الظالمة التي شنتها قوى الإمبريالية العالمية المتحالفة مع الرجعية في المنطقة بقيادة الرجعية الإيرانية، على القطر العراقي وقيادة البعث العربي الاشتراكي، وقدم فيها الحزب التضحيات الجسيمة، ومئات الألوف من الشهداء في المقدمة الأمين العام للحزب الرفيق الشهيد صدام حسين، وكوكبة من أعضاء القيادة القطرية العراقية وقيادة الحزب القومية. وبهذه المناسبة يؤكد حزبنا في القطر العربي السوري وقوفه خلف قيادته المناضلة بقيادة الرفيق عزة إبراهيم الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي. وحزبنا يثبت في كل مكان صموده بوجه الهجمة الأمريكية / الفارسية / الصهيونية، ورغم شدة الهجمة وشراستها، ولكننا موجودون في ساحات النضال وقلب الزمن والأحداث، نقدم التضحيات من الشهداء، اليوم وكما في كنا كل في كل المراحل والحقب، البعثيون ينهضون لخدمة وطنهم وأمتهم.

 

يا جماهير شعبنا الصابرة

إن الثورة ليس مشروعاً موسمياً، والشعب سيغير وسائله ونهجه مستفيداً من تجربته واخطاءه، وسيشهد وطننا تحالفات وطنية وقومية وتقدمية، سنواصل النضال، شعبنا يستحق التضحية، سنتقدم يداً بيد كل شعبنا بقيادة حركته الوطنية والقومية والتقدمية والمتنورة …. حتى تحقيق النصر.

عاشت سورية حرة أبية موحدة ومتحررة

عاش شعبنا العملاق مفخرة العصر

عاش حزب البعث العربي الاشتراكي

 

سوريا أواسط تموز / ٢٠١٨

Author: nasser