في الذكرى السنوية الأولى لرحيله: سيبقى عبد المجيد الرافعي منارة بعثية وهّاجة

في الذكرى السنوية الأولى لرحيله: سيبقى عبد المجيد الرافعي منارة بعثية وهّاجة

 

في مثل هذا اليوم، الحادي عشر من تموز عام 2017، رحل نائب الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، القائد الإنسان والمناضل المفكر الدكتور عبدالمجيد الرافعي إلى ربه الكريم، تاركاً تراثاً مضيئاً في نفوس رفاقه وجماهير امته العربية .

ورغم مرور عام على ذكرى وفاته، فإن سفر نضال الفقيد الكبير ما يزال حياً ، وسيبقى معلماً من معالم حياة الحزب التي نذر حياته لأجلها، ولأجل امته كلها.

لقد كان الدكتور عبدالمجيد الرافعي أحد المناضلين الذين حملوا همَّ أمتهم على أكتافهم، ولم يتوانَ منذ انتمائه للحزب عام 1958، عن الوقوف مع جماهيرها في لبنان سواء عبر الرعاية الطبية لهم ، أو من خلال الدفاع عن مطالبهم و رفض سياسات الفساد والإهمال التي كانت تمارسها النخب الحاكمة ضد الطبقات المحرومة. فاثبت انتماءه الإنساني من خلال تنقله في أزقة الأحياء الشعبية في مدينته طرابلس ، من مستوصف إلى مستوصف، ومن بيت إلى بيت ليعالج فقراء المرضى. كما آمن الفقيد بالاشتراكية والعدالة الاجتماعية وجسدها في علاقاته الانسانية في مدينته طرابلس التي حاز على ثقة أبنائها ليمثل لبنان في مجلس النواب، وليكون صوتا مدافعاً عن قضايا الشعب نحو التحرر من الفقر والظلم والاستغلال والعنف ، فجسد ايمانه العميق بقضية الديمقراطية والدفاع عن الحرية وتوفير الأمن والأمان في لبنان الذي اجتاحته الحرب الاهلية المدمرة، فكان يمثل إرادة بناء التسامح والتعايش السلمي بين الأديان والمذاهب والقوميات .

كما وجسّد الفقيد نموذجاً فذاً للإيمان بالقومية العربية، وجوهر العروبة الجامع ، ليوحد الثقافة ويؤطر المواقف نحو التحرر من التخلف والفقر والجهل والأمية، وللإيمان بالدور الحضاري للامة، وقدرتها على التطور العلمي والتكنولوجي ، لبناء الدولة الديمقراطية الاشتراكية الضامنة للعدالة في توزيع الثروة وفي تحقيق الحقوق الانسانية ومواكبة العصر .

فتحول بانتمائه إلى حزب البعث العربي الاشتراكي من مدافع عن شريحة معينة، إلى مناضل قومي يعمل من أجل أمته العربية برمتها. فكانت أهداف حزب البعث العربي الاشتراكي في الوحدة والحرية والاشتراكية هي الأهداف التي آمن بها بحسه الإنساني، كاستجابة لفطرته التحررية، وانتماءه العربي.

لقد كرس رحمه الله حياته للدفاع عن قضايا الأمة العربية في الوحدة والتحرر وبناء الديمقراطية، كما كان نموذجاً في بناء علاقات وطيدة مع حركة المقاومة الفلسطينية في لبنان وارتبط بالكفاح الفلسطيني من اجل تحرير الأرض والانسان والكرامة . وهكذا تقدم المناضل الرافعي الصفوف لدعم القضية الفلسطينية ، فكان من المعايشين لمجاهديها في الخندق المقاوم. كما تصدى لاحتلال العراق الذي لم يبتعد عن ضميره ووجدانه لحظة واحدة ، معتزاً بالمقاومة الوطنية العراقية الباسلة وبنضال شعب العراق ، وفي المقدمة منهم رفاقه في حزب البعث العربي الاشتراكي.

لقد تدرَّج الراحل الكبير، خلال 60 عاماً من النضال القومي المتواصل ، في سلَّم المسؤوليات الحزبية، حتى تسنّم مسؤولية نائب الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي. فكان أميناً على الشرعية الحزبية وعلى وحدة الحزب، مؤكداً التزامه بضوابط نظامه الداخلي، قابلاً بنتائج الديموقراطية، ساهراً على تطبيقها بكل شدة وحزم ؛ فكان المثال الذي يُحتذى، والنموذج الذي يُعتدُّ به.

ولم ينس المناضل الرافعي وهو في خضم نضاله وعبر مسيرته الطويلة، هموم الفقراء والكادحين إلى آخر رمق من حياته فبادلته الجماهير حباً بحب، في كافة مراحل حياته حتى ودعته بما يليق بمكانته وبعطائه الغزير الى مثواه الاخير.

سيبقى المناضل الكبير الدكتور الرافعي أحد ألمع كواكب حزب البعث العربي الاشتراكي، وستبقى سيرته الوطنية والقومية المعطاءة منارة مضيئة ونبراساً تهتدي به اجيال البعث والأمة العربية من المحيط الى الخليج . وستبقى محطات حياته وتاريخ كفاحه فرصة لإحياء الدور الريادي للامة و مواصلة تطورها الحضاري على طريق تحقيق الدولة المدنية الديمقراطية، دولة المؤسسات والفصل بين السلطات لبناء المجتمع العربي الاشتراكي الديمقراطي الموحد.

إن خير ما يمكن أن نقدمه للراحل الكبير في ذكرى وفاته السنوية، هو البقاء أوفياء لذكراه ولمسيرته الوضاءة، وان نعاهده و نعاهد كل شهداء الحزب والأمة العربية، على أن نمضي في مسيرة البعث ، بإيمان مطلق بحق أمتنا في تبوء مكانتها اللائقة في ركب الحضارة الإنسانية.

الرحمة والمغفرة للمناضل العربي البعثي الكبير الدكتور عبدالمجيد الرافعي .

وتحية الى رفيقة دربه عائلته الكريمة، ولرفيقه الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي، القائد عزة ابراهيم حفظه الله ورعاه ، والرفاق أعضاء القيادة القومية، ولرفاقه في حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي.

وإلى كل أصدقاء ومحبيه في لبنان وعلى امتداد الوطن العربي.

 

مكتب الثقافة والإعلام القومي

١١ / تمــوز / ٢٠١٨ 

Author: nasser