إياد فتيح الراوي سيف صارم من سيوف الأمن القومي العربي

 

بسم الله الرحمن الرحيم

(( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُم مِّنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ))

 

إياد فتيح الراوي سيف صارم من سيوف الأمن القومي العربي

استشهد على ثرى العراق الطاهر بعد رحلة مضنية في سجون الأسر، الفريق الأول الركن أياد فتيح خليفة الراوي، القائد العسكري العراقي الكبير وأحد حماة الأمن القومي العربي،الذي قاد، عام 1988، ملحمة تحرير مدينة الفاو، فكان بذلك محرر المدينة العربية الوحيدة التي استعادها العرب في تاريخهم المعاصر.

لقد شارك الفقيد الكبير في معارك الأمة المصيرية في فلسطين ضد العدو الصهيوني في عام 1967 و عام 1973 ، وكان واحداً من ألمع فرسان القادسية الثانية ، وهي معركة الأمة ضد العدو الفارسي ، فساهم من خلال قيادته لقطعات الجيش العراقي الباسل ، في حماية أمن العراق والأمة العربية، وحمى على نحو مباشر أمن الخليج العربي من الغزاة الطامعين، من خلال قيادته جحافل الحرس الجمهوري لتحرير مدينة الفاو، التي كان العدو الايراني يطمع في جعلها قاعدة الانطلاق لاحتلال أقطار الخليج العربي الواحدة تلو الآخرى، فكانت ملحمة رمضان مبارك، التي قادها ميدانياً ، والتي توافق استشهاده في ذكراها الثلاثين، بوابة النصر العظيم الذي ألحق أكبر هزيمة بالمشروع التوسعي الفارسي، وحطَّم، لعقود تلت، أوهامه باحتلال أرض العرب ونشر الفتنة الطائفية فيها ، فوقف بطلنا الشهيد بقطعاته سداً منيعاً، انكشفت بغيابه ساحات الأمة ،الواحدة تلو الاخرى، امام الاطماع التوسعية الإيرانية.

لقد كانت معركة القادسية المجيدة، التي كان الراحل من أبرز فرسانها، النموذج الأنصع في عصرنا الحديث للدفاع عن الأمن القومي العربي، في مواجهة المشروع الفارسي العنصري التوسعي،والتي دفع شعب العراق من خلالها أنهاراً سخية من الدم الطهور في سبيل حماية الأمة وقيمها الحضارية ورسالتها الخالدة.

لقد وضع هذا البطل العربي الفذ الشهادة نصب عينيه في كل معركة شرسة خاضها مع اعداء الامة ، فنال من انواط الشجاعة و أوسمة البطولة ما نال ، حتى امتلأ صدره ، ولم يبق فيه مكاناً لمزيد من الاوسمة .. فكان هذا هو المجد بعينه .

إننا إذ نعزي الأمة العربية برحيل ابنها البار ،فاننا نستلهم من سيرة هذا القائد الشجاع البطولات والصمود حتى اللحظات الاخيرة من حياته .

ونشير إلى أن عدداً كبيراً من قادة العراق، مدنيين وعسكريين، يتقدمهم عدد من قادة حزب البعث العربي الاشتراكي يقبعون في أسر الطغاة الظالمين، منذ احتلال العراق عام 2003، ويعانون ظروفاً غير انسانية، خلافاً لكل القيم والمواثيق والأعراف الدولية، ولا ذنب لهم سوى حماية أمتهم والذود عن شرفها ومقدساتها.

لقد ضرب هؤلاء الأسرى الأحرار، وفي مقدمتهم فارسنا الشهيد ، أروع أمثلة الصمود والثبات على القيم والمبادئ، فكانوا فرساناً في مواجهة الظالمين، كما كانوا من قبل فرساناً في ملاحم الدفاع المجيدة.

رحم الله فقيد الأمة وبطلها المغوار الفريق الأول الركن أياد فتيح خليفة الراوي والى جنات الخلد في عليين إن شاء الله .

 

مكتب الثقافة والإعلام القومي

١٩ / ٥ / ٢٠١٨

Author: nasser