حزب البعث العربي الاشتراكي أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة
القيادة القومية وحدة حرية اشتراكية
القيادة القومية:
* تحية لفلسطين وانتفاضتها ومقاومتها ودولتها على كامل ترابها الوطني
* لوحدة وطنية فلسطينية على قاعدة برنامج مقاوم ولا للاستثمار السياسي بدم الشهداء
* لتوفير حضن قومي دافئ ولمحاكاة التحول الإيجابي في الرأي العام العالمي
وجهت القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي تحية إلى شعب فلسطين المنتفض والمقاوم في القدس وغزة وعلى مساحة كل فلسطين، ودعت إلى وحدة وطنية فعلية على قاعدة برنامج مقاوم منفتح على التحولات الإيجابية في الرأي العام العالمي والتصدي للاتجاهات التي تحاول توظيف الصمود الفلسطيني في مجالات الاستثمار السياسي وعلى حساب التضحيات التي قدمت في سياقات المواجهة المفتوحة مع العدو.
جاء ذلك في بيان للقيادة القومية للحزب فيما يلي نصه:
بعد شهر من الانتفاضة الشعبية التي انطلقت من القدس وحرم أقصاها ضد المستوطنين الصهاينة وقوات الاحتلال الذين اقتحموا حي الشيخ جراح لإجبار سكانه العرب على إخلائه تمهيداً لجرفه وتهويده، وبعد ما يقارب الأسبوعين من المواجهة البطولية على جبهة غزة والتفاعل الداخلي على مساحة الجغرافيا الفلسطينية مع المقاومة الشعبية في القدس وعموم الضفة العربية، استطاعت المقاومة الفلسطينية بتعبيراتها المختلفة أن تفرض إيقاعها في ساحات المواجهة وبما أعاد للقضية الفلسطينية وهجها وحضورها على الساحتين العربية والدولية.
إن هذه الجولة الجديدة من انتفاضة شعبنا الفلسطيني في الأرض المحتلة استطاعت أن توحد الشعب الواقع تحت الاحتلال وفي عالم الشتات على أرضية موقف واحد منشد إلى قضيته الوطنية بكل أبعادها القومية والإنسانية، كما استطاعت أن تحدث ارتجاجاً في بنية المجتمع الصهيوني الذي فاجأته صواريخ المقاومة التي دفعت بأفراده إلى الملاجئ، كما الإضراب الشامل للعرب الواقعين تحت الاحتلال منذ ثلاثة وسبعين عاماً.
إن القيادة القومية للحزب التي تكبر بجماهير شعبنا الفلسطيني صموده الأسطوري ومقاومته البطلة التي أعادت الاعتبار لقضية فلسطين، كقضية شعب اغتصبت أرضه ويناضل لاستعادة حقوقه الوطنية، ترى أن هذه الجولة من المواجهة مع العدو الصهيوني والتي لم تكن الأولى أن تكون الأخيرة، لأن هذا الصراع سيبقى مفتوحاً طالما بقي الاحتلال قائماً على أي جزء من أرض فلسطين. بالتالي فإن وقف إطلاق النار على جبهة المواجهة العسكرية هو مجرد هدنة مؤقتة لا تنسحب مفاعيلها على البعد الشعبي للمقاومة التي غطت المساحة الجغرافية لفلسطين.
إن القيادة القومية للحزب وهي توجه التحية لجماهير شعبنا الفلسطيني في القدس والضفة والقطاع وأرض 48؛ وما قدمه من تضحيات، تؤكد أن تضحيات شعب فلسطين مداها الطبيعي هو التوظيف النضالي على ساحة فلسطين وليس للاستثمار السياسي بدم الشهداء وآلام الجرحى ومعاناة الأسرى والمعتقلين من أجل تقوية المواقع وتحسين الشروط التفاوضية حول الملفات الإقليمية والدولية. وعليه فإن جماهير فلسطين وثورتها المتواصلة هي صاحبة الحق الحصري بالتوظيف النضالي للتضحيات التي قدمت والنتائج السياسية التي تفرزها عرفت المواجهة.
إن القيادة القومية للحزب التي تعتبر أن الصراع الدائر على أرض فلسطين بتعبيراته المختلفة هو صراع قومي وأن مشروع تحرير فلسطين هو مشروع قومي بامتياز وترى أن الصراع الذي دخل طوراً جديداً من أطواره، عبر قلب مشهدية “الترانسفير” لجماهير شعبنا والتي كان العدو يسعى لتنفيذها بعد اقتحام الأقصى وحي الشيخ جراح، إلى مشهدية هجرة معاكسة للصهاينة بعدما اهتز أمنهم المجتمعي في عشق أرض فلسطين المحتلة، استطاع من خلال صمود المقاومة وانكشاف العنصرية الصهيونية من خلال جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وسياسة الفصل العنصري التي يمارسها العدو، أن تجعل من دولة “إسرائيل”، بما هي سلطة احتلال على كل فلسطين، دولة “أپارتید” وهي التي لم يشهد العالم مثيلاً إلا في الحكم العنصري لجنوب أفريقيا قبل إسقاطه.
إن القيادة القومية للحزب وفي ضوء سياقات المواجهة مع العدو على كل جغرافية فلسطين ومشهدياتها وإفرازاتها السياسية والنضالية، تعيد التأكيد بأن ثوابت موقف الحزب من القضية الفلسطينية، هي ثوابت مبدأية من كونها قضية مركزية للأمة، إلى كونها تشكل اختصاراً مكثفاً لقضايا الأمة في التحرر والتقدم والوحدة وأن تحرير فلسطين هو مهمة نضالية جماهيرية لأن فلسطين لا تحررها الحكومات وإنما الكفاح الشعبي والمسلح هو الأرقى بفعالياته وتأثيراته. ولهذا فإن القيادة القومية توجه كافة منظمات الحزب وأطرها الصديقة والحليفة، أن تستحضر في حراكها انتصاراً لفلسطين وقضيتها، ثوابت الموقف القومي الأصيل الذي يضع الصراع في إطار بعده القومي وانطلاقاً من كون استهداف فلسطين لم يكن استهدافاً لذاتها وحسب وإنما الأمة العربية بكل قيمها وتاريخها وتوقها لتقدمها وتحقيق وحدتها، كما إعادة الاعتبار لشعار أن فلسطين لا تقبل القسمة وهي عربية من البحر إلى النهر وهذا ما يتطلب رفع مستوى التعبئة الجماهيرية العربية دعماً لثورة فلسطين وتصدياً لنهج التطبيع الذي شكل اختراقاً صهيونياً للأمن القومي العربي في قواعده الخلفية.
كما توجه قيادة الحزب كافة تنظيمات الحزب وخاصة في المغتربات والانفتاح على التحول الإيجابي الحاصل في الرأي العام العالمي لصالح القضية الفلسطينية باعتبارها أصبحت تشكل عنواناً من عناوين التصدي لسياسة الفصل العنصري التي تمارسها “إسرائيل” على الفلسطينيين في الأرض المحتلة.
لقد طويت جولة من جولات الصراع المفتوح مع العدو، وستفتح جولات أخرى، ونداؤنا إلى فصائل المقاومة أن ترتقي في علاقاتها إلى مستوى الطموح الجماهيري في فلسطين وكل جماهير الأمة العربية وإلى مستوى التحدي المصيري الذي يخوض شعبنا غماره لتحرير أرضه واستعادة حقوقه المغتصبة، وعليه يؤسس لبناء صرح وطني على أرضية برنامج كفاحي، ينهي التشظي السياسي الداخلي ويقطع الطريق على كل استثمار سياسي بدم الشهداء.
لقد اختصرت القدس قضية فلسطين بكل أبعادها الوطنية، وأصبحت فلسطين من خلال انتفاضتها تجسد قضية العروبة بكل ما تنطوي عليه من أبعاد قومية، كما أصبحت تشكل موقعاً متقدماً في نضال الإنسانية ضد سياسية الفصل العنصري. وهذه الإنجازات التي تحققت يجب حمايتها والتأسيس عليها لتحقيق مزيد من الانتصارات والتحول في الرأي العام، وعندما تصبح قضية فلسطين هي قضية كل شعب فلسطين في الداخل والشتات، وتصبح قولاً وفعلاً قضية الجماهير العربية عبر توفير الحضن القومي الدافئ لها، وتصبح قضية رأي عام عالمي ضد سياسة الفصل العنصري، تكون عندئذ قضية فلسطين قد وصلت حافة الدخول مرحلة الانتصار على العدو الصهيوني واستعادة الحق المغتصب وإقامة الدولة المستقلة على كامل التراب الوطني الفلسطيني.
تحية لفلسطين وثورتها، وتحية للقدس وانتفاضتها، وتحية لغزة ومقاومتها، وتحية لجماهير الأرض المحتلة وتفاعلها مع الانتفاضة الشعبية والمقاومة المسلحة.
تحية لفلسطين وثورتها، وللقدس وانتفاضتها، ولغزة ومقاومتها، وتحية لجماهير الأرض المحتلة وتفاعلها مع الانتفاضة الشعبية والمقاومة المسلحة وهي التي تشكل الحجر الأساس في استمرارية النضال حتى تحرير فلسطين.
تحية إلى الجماهير العربية التي انتفضت ونزلت إلى ساحات وميادين الوطن العربي وفي المهجر لتعيد الألق القومي للقضية الفلسطينية، وتحاصر بموقفها تداعيات التطبيع وتعري المطيعين، داعين إلى مواصلة هذا الضغط الجماهيري لفرض التراجع عن اتفاقيات التطبيع كمقدمة لإسقاطها.
تحية إلى قوى الرأي العام العالمي التي حركت الشارع انتصاراً لحق شعب فلسطين في الحرية وحق تقرير المصير وإلى كل من أطلق موقفاً مؤيداً للقضية الفلسطينية ودان السلوك العدواني والعنصري للكيان الصهيوني.
إلى مزيد من الصمود والإنجازات النضالية، والانتصار ما كان يوماً إلا حليف الشعوب المكافحة لنيل حريتها وممارسة حقها في تقرير مصيرها.
المجد والخلود للشهداء والشفاء للجرحى، والحرية للأسرى والمعتقلين، والخزي والعار للمتخاذلين والخونة المتآمرين المطبعين.
القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي
2021/5/22