لَا لِلتَّترِيك . . لَا لِلتَّفْرِيس

لَا لِلتَّترِيك . . لَا لِلتَّفْرِيس

عثمان الحاج عمر – تونس

 

كلمتان تترددان في الثقافة والقول المأثور للتونسيين: تَرِّكْنِي و فَرَسْنِي…

وعندما كبرت تفهمت مدلولهما ومعناهما، وانحنيت إجلالاً أمام حكمة الشعب التونسي وقدرته على صياغة المعادلات لما يمكن أن لا نشرحه بعشرات الصفحات و لا حتى بالكتب والمجلدات.

  فكلمة “تركني” معناها صيرني مِلْكا تركيا ، او تابعاً لتركية . وتعني جردني من هويتي ومن كل ما أملك ، فصرت مملوكاً، خادماً مطيعاً بأجر ليس انا من يحدده ولا يتفاوض حوله. انا هنا مجرد من هوية وإرادة وكرامة وشرف.

تركني معناها باللهجة الدارجة، ما خلّى لي شيء.

   أما كلمة “فرسني”  فمعناها أصابني بمرض مميت قاتل في حينه عبر تَوْتير كل حواسي  إلى حد الشلل والموت ، مما يحدث اضطراب كبير في عمل القلب وفي الدورة الدموية، يليه ارتفاع الضغط والموت الفجائي. وفرسني بالمعني الدارج قتلني والإشارة هنا للفرس والتفريس. وهو ما ينتح عن هذا الإنكار الحضاري والثقافي وحتى الديني الذي يمارسه الفرس تجاه العرب  من ضغينة وغصة وقهر . ونحن أصحاب الرسالة والحضارة فينقلبون علينا ويصبحون هم

 حضر وبناة حضارة ونحن بدو ورعاع،  بل يصبحون هم اصحاب الرسالة السماوية واهل الرسول صل الله عليه وسلم ونحن الغرباء.

 كان التونسيون على مر تاريخهم المعاصر يرفضون التتريك والتفريس معاً. ولكن جاءت النهضة فكادت أن تتركهم . ثم لا نعرف من جاء اليوم في مسار 25 جويلية؟  هل هو في وزارة الثقافة إم هو في رأس النظام ويريد أن يفرِّسنا.

 نحن نرفض ونهيب بالقائمين على أمر البلاد ان ينتبهوا لذلك. فإيران الملالي دولة أيديولوجية تستخدم مشروع الولي الفقيه  كغطاء لمشروعها الفارسي الاستعماري للاندفاع في الوطن العربي .  وكل حركاتها وسكناتها هي لخدمة ذلك المشروع الخطير الذي لا علاقة له بالدين ولا بالمذهب الكريم.  وهؤلاء لا فرق بينهم وبين المبشرين في الأسلوب وفي الخطر المحدق، بل هم أشد خطراً على النسيج المجتمعي وعلى السلم الأهلي لما يتسمون به من حذلقة وسخاء مادي مع بعض ” النخب ” التي تبيع نفسها لأول مشتر.

 على وزارة الثقافة وعلى رأس النظام أن ينتبهوا إلى تداعيات مرور نظام الملالي ومشروعهم الفارسي  الاستعماري واغطيته وأساليبه التي تتلفح باسم المذهب والمذهب منها براء، في التغلغل والتوسع في الأقطار التي مروا بها وخاصة العراق وسورية . انتبهوا واستفيقوا قبل فوات الأوان. هذا بالإضافة إلى ان خطر ذلك ليس على بلادنا فحسب،  وإنما على كامل المغرب العربي . فتونس بالنسبة لنظام الملالي الاستعماري الفارسي ولحرسه الثوري ليست إلا  منصة للإنقضاض عل كامل المغرب العربي وشمال أفريقيا.

 

Author: nasser