إيران تريد علاقات وثيقة مع دول الخليج العربي وتنكر عليهم حقهم في تسمية خليجهم

إيران تريد علاقات وثيقة مع دول الخليج العربي

وتنكر عليهم حقهم في تسمية خليجهم

د. بدر الدين كاشف الغطاء

 

يشهد وطننا العربي في منطقة الخليج وغيرها تحركات عسكرية عدة كلها مرتبطة بدور إيراني هنا وهناك وفق ما أعلن. حيث تعزّز الولايات المتحدة، في الوقت الحاضر، وجودها العسكري في مياه الخليج العربي إذ عبر مؤخرا ثلاثة آلاف جندي أميركي مياه البحر الأحمر باتجاه القواعد الأميركية في الخليج العربي في مواجهة تهديدات إيران المتزايدة للسفن وناقلات النفط، وفق ما أعلنت مؤخرا، وفي خطوة لطالما طالبت بها دول الخليج العربي التي تتهم واشنطن بتقليص دورها في حماية المنطقة الاستراتيجية. وتأتي هذه التحركات في أعقاب قيام إيران بسلسلة من عمليات احتجاز السفن عند مضيق هرمز، الممر الرئيسي الذي يعبر من خلاله يوميا نحو خمس إنتاج النفط العالمي.

من جانب آخر، أفادت تقارير باحتمال قيام القوات الأمريكية الموجودة في قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار غربي العراق، بغلق الشريط الحدودي مع سوريا، بالتزامن مع وصول تعزيزات حربية للقوات الأمريكية المتمركزة داخل العمق السوري. كما أن مناطق ريف دير الزور شرق سوريا شهدت تحركات عسكرية للقوات الأمريكية وحليفتها قوات سوريا الديمقراطية (قسد) من جهة، ولقوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية من جهة أخرى. وبذلك، تنذر تحركات القوى العسكرية المنتشرة على ضفتي نهر الفرات شرق سوريا.

يلاحظ مما تقدم، أن مشروع الهيمنة والتوسع الإيراني “تصدير الثورة” سواء في الخليج العربي واليمن أو في سوريا ولبنان والعراق ودول الجوار هي سبب رئيسي للكوارث التي شهدتها تلك الاقطار ومظاهر التوتر الخطير في أقطار عربية أخرى. 

إذ تواجه الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربي هي الاخرى، مخاطر المشروع الإيراني القائم على هدف “تصدير الثورة” والذي ينهض على أسس وآليات لكيفية تنفيذه، لذلك نجد أن السياسات الإيرانية، التي تمثل ترجمة عملية لمشروعها التوسعي، تجاه الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربي تمثل تحدياً مباشراً ومستمراً للأمن القومي لهذه الاقطار العربية.

لذلك لا يمكن تصديق نوايا وسياسات إيران التي تزعم بإقامة علاقات حسن جوار متوازنة قائمة على المصالح مع دول الخليج العربي، وهذا لا يتحقق إلا من خلال اجراءات واسعة وعميقة على ارض الواقع اولها إلغاء مادتي الدستور ذات الصلة بمشروعها القائم على هدف “تصدير الثورة” وهما المادتين (152) و (154) واللتان تنصان صراحة على “حماية المستضعفين في الأرض” و “الدفاع عن المسلمين في كل بقاع الأرض”.

انطلاقاً من هذه الحقيقة، فإن الهدف الاستراتيجي للمشروع الإيراني هو ليس مجرد صراع مع الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربي فحسب وإنما هو إبقاء منطقة الخليج العربي ودول الجوار الاستراتيجي في حالة من التوتر المزمن. ان سياسة إيران في إدامة حالة التوتر المزمن في اقطار الخليج العربي التي لجئت إليها هو من خلال تأسيس بؤر نفوذ مذهبية لها داخل هذه الدول بما يمكنها من إثارة الاضطرابات التي تركز على وجه الخصوص على إثارة النعرات الطائفية فيها.

لذلك فان الامن العربي في المنطقة يحتم من دول مجلس تعاون دول الخليج العربي إيجاد رؤية موحدة لها تجاه إيران الولي الفقيه. ولعل في أقرب حدث يجسد سلوك إيران في تحدي صارخ لدول الخليج العربي هو ردها على بيان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية في 15 آب 2023.

فقد أصدر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية السيد جاسم البديوي هذا اليوم 15 آب 2023 بيانا عبر فيه عن إدانته واستنكاره للهجوم الإرهابي الذي وقع يوم 13 آب 2023 في مرقد “شاهجراغ” بمدينة شيراز الايرانية.

وبدلا من شكر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية على تعاطفه، نقلت وكالة الانباء الإيرانية خبراً عن البيان حرّفت فيه اسم مجلس التعاون وجعلته (مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي).

وأدناه الخبر كما نشر في الاعلام الايراني:

مجلس التعاون لدول الخليج الفارسي یدین الهجوم الإرهابي علی مرقد “شاهجراغ”.

طهران/15 آب/أغسطس/2023 ارنا- أعرب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج الفارسي “جاسم البديوي”، عن إدانته واستنكاره للهجوم الإرهابي الذي وقع أمس الأول في مرقد “شاهجراغ” بمدينة شيراز جنوب غربي إيران.

ندعو السيد جاسم البديوي الى استنكار هذا التحريف المتعمد، وندعو دول مجلس التعاون أن تتخلى عن تاء التأنيث في عنوان مجلسها، وبدلا من (مجلس التعاون لدول الخليج العربية) يصبح (مجلس التعاون لدول الخليج العربي) وليشرب الفرس من ماء الخليج العربي.

 

بغداد 15/8/2023

Author: nasser