الثامن من آب 1988 يوم من أيام العرب الخالدة

الثامن من آب 1988 يوم من أيام العرب الخالدة

عبد الواحد الجصاني

تمر علينا الذكرى الخامسة والثلاثين ليوم النصر العظيم، الثامن من آب 1988، وهي مناسبة للاحتفال بهذا اليوم المجيد من أيام العرب الخالدة، مثل يوم ذي قار والقادسية الأولى، ولاستذكار شجاعة وصبر وتفاني العراقيين الذين صنعوا للأمة وللإنسانية هذا اليوم الخالد. 

ومنذ يوم النصر العظيم انشغل الباحثون في التاريخ السياسي والعسكري بتفسير هذا الانتصار: إذ كيف لبلد مساحته ثلث مساحة خصمه وسكانه ثلث سكان خصمه، وموارده النفطية أقل من موارد خصمه، وبجيش نظامي عديده أقل من مليون مقاتل مقابل أكثر من عشرة ملايين مقاتل من الباسدران (الحرس الثوري) والباسيج (منظمة تعبئة المستضعفين) والقوات المسلحة النظامية والمرتزقة من فيلق القدس وأغلبهم من العراقيين والافغان واللبنانيين، أن يذلّ خصمه وينتصر في حرب امتدت ثماني سنوات وكانت الأكثر تدميرا منذ الحرب العالمية الثانية،  ويجعل الخميني يقول في خطاب قبول قرار مجلس الأمن 598 يوم 20 تموز 1988: “ويل لي أنا الذي ما زلت على قيد الحياة، أتجرّع كأس السُّم المُلوّث بقبول القرار، وأشعر بالعار”.

 من ضمن الباحثين الغربيين الذين أجابوا على هذه الأسئلة الباحثان وليمسون موري وكيفن وودز في كتابهما ” التاريخ العسكري والاستراتيجي للحرب الإيرانية العراقية ” الصادر عام 2014 عن مطبعة جامعة كامبردج(1). أما الباحثان ستيفن بيلترييه ودوغلاس جونسون فقد أعدّا دراسة بعنوان (الدروس المستفادة من الحرب العراقية الإيرانية) قدماها الى معهد الدراسات الاستراتيجية الأمريكي عام 1991 ركزا فيها على طريقة إدارة العراق للحرب  (2).

 اتفق هؤلاء الباحثون، ومعهم كثير من الباحثين الغربين الموضوعيين على أن انتصار العراق على إيران تحقق بفضل ايمان العراقيين بعدالة قضيتهم، وبفضل الإدارة العراقية الناجحة للحرب، وأدناه التفاصيل:

أولا: عدالة القضية

عدالة القضية تعني ان الشعب مقتنع بأنه يمارس حقه المشروع في الدفاع عن النفس، والوقائع والوثائق تؤكد ان إيران اعتدت على العراق وسعت لاحتلاله وتغيير النظام السياسي فيه وأن العراق قام بممارسة حق الدفاع عن النفس ورد العدوان. وأدناه بعض الوقائع:

‏1- حال انتصار الثورة الإيرانية اتبع العراق الطرق السياسية والدبلوماسية بهدف إقامة علاقة ودية مع النظام الجديد في إيران، ورفض الخميني جميع عروض العراق. وفي تعليل سبب إصرار الخميني على رفض إقامة علاقات وديّة مع العراق يقول المصدر الأول في الصفحة (27) “جاء الخميني الى الحكم وهدفه احتلال العراق”. ويقول في الصفحة (29): “أرسل صدام رسالة صلح بواسطة ابن أحد المراجع المشهورين ورفضها الخميني قائلا (هذا ديكتاتور لن يبقى في الحكم أكثر من ستة أشهر وهو مهدد بثورة مثل تلك التي حصلت عندنا وانه بعرضه الصلح يبحث عن مخرج ولن أعطي الشرعية له). (1)

ويعرض المصدر الأول في الصفحة (27) بعض دوافع الخميني لشن الحرب على العراق قائلا: “شاركت كل فصائل الشعب الإيراني في الثورة على الشاه، ومنهم رجال الدين والديمقراطيون والطلاب والمجتمعات المحلية، وعندما عاد الخميني الى إيران في الأول من شباط 1979 لم يعمل على خلق توافق سياسي بين الإيرانيين حول شكل الحكم الجديد بل سعى الى تثبيت حكمه من خلال قمع معارضيه كما رأى أن حرباً خارجية ستعزز سيطرته السياسية وتعزز العقيدة الدينية لدى الإيرانيين”. ويضيف “إن الحرب الإيرانية العراقية سمحت فعلا لاتباع خميني بالترويج للثورة التي سماها (الشيعية)، كما سمحت لأتباع الخميني سحق معارضيهم تحت شعار الأمن الوطني” (1)

2 – هل ارتكبت إيران جريمة العدوان ضد العراق بحيث يكون الرد العسكري العراقي في الثاني والعشرين من أيلول 1980 مشروعا بموجب حق الدفاع عن النفس؟

مصادر القانون الدولي النافذة، ومنها ميثاق محكمة نورمبرج وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 95/1 لسنة 1946، والمبادئ المستخلصة من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، والحكم الصادر من محكمة العدل الدولية في النزاع بين نيكاراغوا والولايات المتحدة الصادر سنة 1986، تضع الاعمال الآتية ضمن جريمة العدوان:

  • التخطيط والتحضير والبدء باستخدام أو استخدام القوة المسلحة ضد دولة أخرى ذات سيادة.
  • إرسال دولة بذاتها أو نيابة عنها، لجماعات أو عصابات أو أفراد أو مرتزقة للقيام بأعمال حربية ضد دولة أخرى.
  • قصف القوات المسلحة لأراضي دولة أخرى أو استخدام أي نوع من الأسلحة ضد أراضي دولة أخرى.

الوقائع والوثائق تقول إن إيران، ومنذ استلام الخميني للحكم فيها في الأول من شباط 1979 خططت وحضّرت وبدأت باستخدام القوة المسلحة ضد العراق، وحركت عملائها ومرتزقتها للقيام بأعمال عدوانية ضد العراق، بضمنها محاولة اغتيال مسؤولين عراقيين رفيعي المستوى، وقصفت أراضي العراق بالمدفعية والطائرات، وأُسقٍطت إحدى طائراتها داخل العراق وأسر طيارها.

 “في حزيران 1979 بدأ النظام في إيران يدعو العراقيين علانية لإسقاط نظام البعث ويصفه بأبشع النعوت”(1).

و”كان هدف إيران من الحرب هو تدمير العراق وإقامة جمهورية إسلامية فيه”. و “في 14/9/1979 أعلنت إيران انها لن تلتزم باتفاق الجزائر لعام 1975، وتلاها اعلان العراق الغاء اتفاق الجزائر وتحديداً يوم 17/9/1979″(2). و ” قبل الحرب قدّم الخميني الدعم للمجموعات الكردية المسلحة المتمردة على حكومة العراق وسمح لها باستخدام أراضي إيران كملاذ آمن لهم، وهذا يمثل خرقاً مادياً من إيران لاتفاق الجزائر 1975 الذي كان جوهره وقف دعم إيران للتمرد الكردي”(2).

الوقائع أعلاه تؤكد أن جريمة العدوان الإيراني ضد العراق كانت مكتملة الأركان، وإن رد العراق العسكري في الثاني والعشرين من أيلول/سبتمبر 1980 كان إعمالاً لحقه  الأصيل في الدفاع عن النفس بموجب المادة (51) من ميثاق الأمم المتحدة، وان العراق وعملا بنفس المادة التي تتيح للدولة حق الدفاع عن النفس لحين اتخاذ مجلس الأمن التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدولي، قبل وقف اطلاق النار حالما اصدر مجلس الأمن قراره الأول ذي الرقم  479 في 28 أيلول 1980، أي بعد أسبوع من اعمال العراق حقة المشروع في الدفاع عن النفس، لكن ايران رفضته ورفضت ستة قرارات تالية لمجلس الأمن آخرها القرار 598 (1987). ” إن الذي اطال الحرب هي العقيدة الدينية للخميني” (1) ويضرب مثلا على ذلك إذ يقول “خلال الأيام الصعبة من الحرب  زاره رجل دين إيراني رفيع المستوى وشكا له قائلا ان ليس من العدل ان يقتل المسلمون بعضهم،  وأن مئات الألاف يموتون في حرب لا تبدو نهاية واضحة لها ، فأجابه الخميني ببرود : هل تنتقد الله إذا ارسل زلزالا  يقتل الناس”، ويضيف المصدر ” إن الخميني يقارن نفسه بالله ويدعي امتلاك الحقيقة المطلقة، وإنه لم يعترض عندما أطلق عليه اتباعه لقب (إمام العصر) لأنه كان مقتنعا بإنه وكيل الامام المهدي وحجة الله على ارضه وان مهمته هي توحيد العالم الإسلامي تحت قيادته”(1).

وفي خطاب للخميني قال فيه ” أنتم أيها الإيرانيون تقاتلون من أجل حماية الإسلام وصدام يقاتل من أجل تدمير الإسلام، ولا مجال للسلام والحل الوسط ولا يجب مطلقا أن نتحاور معهم لأنهم فاسدون، وإن الضرر الذي سببه المجرم صدام لا يمكن إصلاحه إلا إذا سحب قواته وترك العراق وترك حكومته الفاسدة، ويجب أن يترك للشعب العراقي القرار في تقرير مصيره، لا مجال للحديث عن حرب بين حكومتين، إنه غزو من بعث العراق غير المسلم ضد دولة مسلمة، إنه تمرد الكفرة الزنادقة”(1). ويقول المصدر الثاني إن بعض رجال الدين الإيرانيين أضافوا شرطاً آخر لوقف الحرب وهو ضمّ جنوب العراق إلى إيران(2).

والملفت للانتباه هنا ان شرط الخميني لإنهاء الحرب هو ذات الشرط الذي وضعه بوش قبل غزو العراق، أي تسليم العراق للمحتل بلا قتال.

2 –  إدارة العراق الناجحة للحرب

تركز الدراسات العسكرية المتخصصة على التطورات النوعية التي حصلت للقوات العراقية خلال حرب طويلة ضد إيران وإن الدراسة أقرّت بالنضج الذي وصل اليه الجيش العراقي. وكيف استطاع الجيش العراقي تحقيق هذا الإنجاز، و تقدّم وتحديث الجيش العراقي خلال المراحل المختلفة من تطوره، و المهارات الاستراتيجية والعملياتية والتكتيكية التي اظهرها العراق خلال الحرب وبالذات خلال حملته الأخيرة التي قادت لهزيمة إيران، اضافة الى عرض خرائط وتفاصيل المعارك الكبرى خلال الحرب.

 وكانت اهم الاستنتاجات هي:

1 – التنظيم والروح المعنوية:

  • القادة العراقيون عبأوا الشعب وعززوا القوات المسلحة وحولوا المجتمع نحو الهجوم وانهاء الحرب مع إيران.
  • التغيير الكبير الذي اجراه العراق هو تعبئة مليون مواطن في الجيش، في بلد تعداده (16) مليون فقط، وقامت قيادة الأركان العراقية بتدريب المجندين على التقنيات المعقدة للحرب الحديثة وتجهيزهم بأحدث الأسلحة، وهكذا استطاعوا في معركة (كربلاء 5) على سبيل المثال إنزال هزيمة ماحقة بإيران والتي لم تعد القوة العسكرية الكبرى في الخليج منذ ذلك الوقت.
  • يتمتع الجيش العراقي بدرجة عالية من الضبط والاحترام، وازدادت معنوياته بعد الحرب مع إيران، والجندي يرى نفسه وريث العقيدة العسكرية للمقاتلين المسلمين في القرن السابع الميلادي، والضباط يجري تدريبهم بطريقة ممتازة ولديهم ثقة عالية بالنفس ويؤيدون الرئيس صدام.

2-الدروس على مستوى العمليات:

  • اثبت العراق قدرة استثنائية في الدفاع، وجيشه مدرب بصورة جيدة ومزود بالمعدات المناسبة للقيام بعمليات الدفاع المتحرك (Mobile Defense) وطريقة عمله تستند الى تشكيل خطوط دفاعية متصلة ومتشابكة ومعززة تسندها قوة مدفعية كبيرة ومدعومة بقوات احتياطية سريعة التنقل جاهزة للتدخل تسهل تحركها شبكة من الطرق الممهدة. وبهذا التكتيك استطاع العراق صد الهجمات الإيرانية الواسعة، التي كان بعضها يتكون من مائتي ألف مهاجم، وعلى طول جبهة تبلغ 1200 كم ولمدة ثماني سنوات.
  • خلال الحرب كان الرئيس صدام يشرف بدقة على جيشه وألزمهم باتباع اسلوب الدفاع الثابت (Static Defense)، ثم بعد عام 1986 تحول الى الدفاع المتحرك، وشعر جنرالات الجيش العراقي بأن لديهم الآن حرية أكبر في تحريك قطعاتهم للرد على تحركات جيش العدو، والحملة الأخيرة في الحرب أثبتت قدرتهم على التغلغل بعمق في الأراضي الإيرانية مع الحفاظ على قواتهم.
  • تفوق العراقيين في الدفاع الثابت لا جدال فيه، أما بالنسبة للهجوم فإنهم يفضلون التقدم بقوات كبيرة وقوة نارية عالية واستخدام المناورة بصورة فعالة، ورغم تفضيل قادة الجيش العراقي العمليات المخطط لها بدقة والتنسيق المسبق بين الوحدات، الا انهم كانوا يتمتعون بالمرونة ويجدون الحلول الناجحة وقت الازمات، كما ان لديهم قدرة كبيرة في ابدال الوحدات بما يبقي على زخم المعركة وإدخال قوات جديدة الى المعركة.
  • في المراحل الأخيرة من الحرب غيّر العراق أهدافه، ولم تعد لديه الرغبة في التعاون مع القوى العظمى، ووضع ونفذ حلولا عسكرية تتحدى واشنطن وموسكو واستطاع الحصول على النصر الذي يأمله.
  • العامل الديموغرافي الحرب: كان عدد الإيرانيين 45 مليونا مقابل 16 مليون عراقي وكان اغلب مقاتلي إيران من المتحمسين المهووسين تحت غطاء الدين، وامام هذا الواقع لم يكن امام العراق سوى ان ينظم القوة البشرية المحدودة التي لديه ليكسب الحرب، وكان من حسن حظ العراق ان لديه جنرالات متميزين جرى تأهيلهم على التقاليد العسكرية البروسية (نسبة الى مملكة Prussia الألمانية)، والذين حولوا الجيش الى مؤسسة قتالية من الدرجة الأولى، وان التآزر بين قادة الجيش العسكريين والقيادة السياسية للعراق هو الذي جعل النصر ممكنا.
  • وعلى الجانب الآخر، اثبت الخميني جهله العميق بكل ما يتعلق بالحرب، وكان رجال الدين الإيرانيين كانوا يعارضون فكرة الجيوش الحديثة ويرونها مؤسسات فاسدة، لكنهم كانوا محظوظين عندما استجاب شعب إيران عفويا لندائهم تحت شعار الدفاع عن الوطن، واستثمروا هذه الفرصة لتنظيمهم في شكل جديد من القوات بقيادة شباب ثوار.

 3- الدروس السياسية والاستراتيجية:

  • أنشأ العراق جيشا شعبيا واستخدم القوة البشرية المتوفرة في وقت الحرب، وكانت الاستجابة جيدة، ولم يحصل تمرد على استدعاء المدنيين للخدمة في القوات المسلحة، وانخرط الشباب، بضمنهم طلاب الجامعات بدون حوادث تذكر، وهذه الاستجابة الشعبية تعني أن العراقيين يدعمون حكومتهم. وفي العراق أن تكون جندي مشاة ليس عيبا، وطلاب الجامعات انخرطوا في وحدات النخبة للمشاة المسماة “الحرس الجمهوري”.
  • رئاسة أركان الجيش العراقي لم تكن سياسية، وهي غير معنية بالتدخل في السياسة ولن تفعل ذلك طالما أن شرف العسكرية مصان، كما أدت الحرب الى المزيد من إضعاف السيطرة السياسية على الجيش، صحيح إن ضباط “التوجيه السياسي” متواجدون في الوحدات الرئيسية لكنهم لا يستطيعون التدخل في الأوامر العسكرية، وفي ذات الوقت كان الضباط الذين يفشلون بشكل فاضح يمكن ان يحكم عليهم بالإعدام، وهذا العامل كان يشكل رادعاً أمام قادة الجيش يمنعهم من اتخاذ قرارات فردية.
  • نسبة المتعلمين بين الجنود العراقيين عالية مقارنة ببقية الجيوش العربية، وكان هذا بسبب أن النظام قاد حملة للقضاء على الاميّة قبل الحرب.
  • ان 85 % من الجيش هم من “الطائفة الشيعية” ، وأعفي الاكراد من الخدمة العسكرية.
  • الجيش العراقي كان يتمتع بالعناية الكبيرة ويزود بأحدث المعدات ويتمتع بامتيازات كثيرة.
  • كان العراق يضخ وحدات عسكرية كبيرة للمعركة ويستخدم قوات الجيش الشعبي، وأغلبهم من البعثيين، لدعم الجبهة.

4-نتائج الانتصار

  • خرج العراق من الحرب مع إيران كقوة عظمى (superpower) في الخليج، ولم يكن ذلك هدف العراق، ولم يقصد العراق استخدام تلك الحرب لتغيير موقعه الاستراتيجي أو لفرض هيمنته على المنطقة، وانما حقق العراق صفة “القوة العظمى” على المستوى الإقليمي من خلال سلسلة من الخطوات المتعاقبة كانت مطلوبة لدحر الحملة للمتطرفين الإيرانيين.
  • اكتشف العراق بعد الحرب ان البعض أصبحوا ينظرون اليه كتهديد للاستقرار الإقليمي وان بعض الدول الأخرى بدأت تخشى قوته وترى انها أصبحت أكثر من الحاجة وزائدة عن المطلوب ، وحتى الدول التي ساعدت العراق في حربه ضد ايران رفضت ان تقدم له المساعدات في فترة ما بعد الحرب، مما جعله عرضة للاستهداف.

 

كلمة أخيرة

    قال الرئيس صدام حسين بعد الانتصار في القادسية الثانية: لو وضع العراقيون في وضع صعب، حتى ولو كان ذلك بعد ألف عام، فإني متأكد أن القادسية الثانية ستلهمهم روح الصمود كما الهمتنا القادسية الأولى روح الصمود في حربنا ضد إيران.  وصدق الرئيس الشهيد صدام حسين، فقد وضع الغزو الأمريكي-الإيراني العراقيين في وضع صعب، واستلهموا انتصارات القادسيتين ليصنعوا قادسية ثالثة، فطردوا القوات الامريكية بعد أن الحقوها بها أكبر هزيمة مذلة في تاريخ الولايات المتحدة، وواجهوا الغزو الفكري الطائفي الفارسي المتخلف المتمثل بولاية الفقيه والمد الفارسي الصفوي بشعوذته ودجله ومروقه عن الدين، وحصنوا انفسهم واجيالهم القادمة من شروره ، ويستعدون للإجهاز على ما بقي من مشروع الاحتلال وهي العملية السياسية الفاسدة، مُسدينَ بذلك خدمة لأمتهم وللإنسانية، ولشعوب إيران التي يتصاعد جهادها لإسقاط ولاية الفقيه. 

 

بغداد السابع من آب 2023

 

المصادر

1 -The Iran-Iraq War- A Military and Strategic History

By: Williamson Murray

Kevin M.Woods

Cambridge University Press. 2014

 

2 – Lessons Learned: The Iran-Ira War

By: Stephen C. Pelletiere

Douglas V. Johnson II

Strategic Studies Institute- 1991

 

 

Author: nasser