سلسلة منجزات ثورة ١٧ – ٣٠ تموز
( استجابة للتحديات القومية وتلبية طموحات التنمية الوطنية )
الحلقة السادسة
( المنجزات الاجتماعية لثورة البعث ١٧ / ٣٠ تموز : حقائق بالوثائق )
الأستاذ الدكتورعبد السلام الطائي، استاذعلم الاجتماع السابق بجامعة بغداد
باحث اكاديمي بجامعة ستوكهولم، الأمين العام المساعد الأسبق لاتحاد الاجتماعين العرب
مقدمة
تميزت ثورة 17 / 30 تموز البيضاء بالطابع السلمي لعدم اراقتها اية قطرة دم واحدة حين اندلاعها ، كما اقترنت انجازاتها بالطابع العربى القومي الانساني والقطري النابعة من مبادئ حزب البعث العربي الاشتراكي القومية / الانسانية.كما شملت رعاية ثورة 17 / 30 تموز 1968 المباركة جميع شرائح وفئات المجتمع العراقي والعربي بغض النظر عن دينها ومذهبها وعرقها بما فيها الفئات الاجتماعية السوية ذات التماسك الاسري وغير السوية التي تعاني من حالات التصدع الاسري والتي ينجم عنها زيادة عدد الايتام والأرمل وأبناء الشهداء والمعاقين اضافة لمعالجة حالات التفكك الاسري بسبب الطلاق والإدمان على المسكرات والمخدرات وهلم جرا. وانطلاقا من مبادئ الحزب القومية لثورة البعث في العراق، سوف تتضمن هذه الدراسة على محورين هما المحور القومي والمحور القطري.
المحور الاول
المنجزات الاجتماعية على الصعيد العربي
لقد تجسدت تلك الرعاية وذلك الاهتمام بإصدار العديد من القرارات والقوانين والتعليمات القاضية بمعاملة المواطن العربي معاملة العراقي حيث جسدت ذلك قيادة الحزب والثورة عمليا بمؤتمرات القمة العربية منذ القرن الماضي او بطرحها لمشروع إستراتيجية العمل الاجتماعي / الاقتصادي العربي المتوازن والمشترك ، او بعقد اتفاقيات التعاون العربي للعمل الاجتماعي المشترك في ميادين التضامن الاسري والتعليم ورعاية المرأة والاهتمام بالطفولة ورعاية المعاقين ورسم سياسة الاصلاح الاجتماعي للنزلاء والمودعين الاحداث ورعاية اسر شهداء العراق وأطفال الحجارة بفلسطين ولبنان وغيرها.
وبهذا الصدد يشير الدكتور اوميد مدحت مبارك وزير الصحة ، وزير العمل والشؤون الاجتماعية على الدور الاجتماعي العربي والإقليمي والدولي المتميز المناط بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية كجهة معنية بتنفيذ الخطط والأهداف الاجتماعية الاستراتيجية لثورة 17 / 30 تموز / 1968 .
الصورة ( ١ ) : الدكتور اوميد مدحت – وزير العمل والشؤون الاجتماعية
حيث أكد معالي الوزير ما يلي : ” كانت للوزارة انشطة فعالة ومؤثرة على صعيد الدول العربية والإقليمية والدولية. وكانت متميزة مقارنة بالدول العربية الاخرى ( حتى المصرية والسعودية والسورية ) . كانت الوزارة بتوجيه ودعم من لدن المغفور له الرئيس الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) تشارك بفعاليات متميزة ضمن المؤسسات والتنظيمات العربية الاتية :
• مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب ( القاهرة و تونس ) .
• مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية لدول الخليج العربية.
• مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية لدول عدم الانحياز.
• نشاطات اليونيسيف في الوطن العربي لرعاية الطفولة.
• النشاطات ذات العلاقة بمنظمة الصحة العالمية.
• مساعدة الدول الشقيقة بإعداد وتدريب كوادر البحث الاجتماعي.
• مساعدة الدول الشقيقة بتدريب وتأهيل المدربين لذوي الاحتياجات الخاصة.
• اقامة المعارض النوعية او المشاركة بتلك التي تقيمها المؤسسات المتناظرة.
• مساعدة الدول الشقيقة بإعارة خدمات خبرائنا لها لفترات مناسبة.
كما أكد معالي الوزير الدكتور اوميد مدحت ما نصه : ” ان من الانشطة المتميزة جدا وبأمر مباشر من المغفور له الشهيد صدام حسين ( رحمه الله ) قيام وزارة الصحة والعمل الشؤون الاجتماعية بتخصيص جناح خاص لجرحى انتفاضة الحجارة من الاطفال واليافعين الفلسطينيين في مستشفى الاردن بعمان، وإرسال مجموعة من الكوادر العراقية لمشاركة اخوانهم كوادر مستشفى الاردن”.
على صعيد القمة العربية
ففي قمة عمان ( مؤتمر القمة العربية الـ 11 المنعقد بين 25 – 27 نوفمبر 1980 ) حيث طرحت قيادة الحزب القومية إستراتيجية العمل الاجتماعي / الاقتصادي العربي المشترك والتي نجم عنها دعم العراق ماديا ومعنويا لكل ميادين العمل والتنمية الاجتماعية العربية الشاملة والمتوازنة رغم ظروف الحرب العراقية – الايرانية 80 – 1988. كما اكدت قيادة العراق على مواصلة تنفيذ تلك الاستراتيجية الاجتماعية للعمل المشترك على ضوء مقررات ( مؤتمري قمة المغرب بمدينة فاس و مؤتمر القمة العربي المنعقد عام 1981 وقمة الدار البيضاء الاستثنائية لمؤتمر القمة العربي لعام 1985 ) والدعوة لتقديم الرعاية لأطفال واسر انتفاضة الحجارة الفلسطينية ( ماديا ومعنويا ) اسوة بشهداء القادسية الثانية المقدمة من قبل رئاسة ديوان رئاسة الجمهورية وبإشراف مباشر من الرئيس الشهيد صدام حسين يرحمه الله وبمتابعة السيد احمد حسين السامرائي رئيس ديوان رئاسة الجمهورية للحفاظ على تماسك الاسرة العربية وعلى ابناء الشهداء من العوز والانحراف الاجتماعي من النواحي التربوية والتعليمية والصحية
ولتحقيق تلك الاستراتيجية العربية لرعاية الاطفال وحماية الاجيال سواء بشمولهم بالرعاية الاسرية او الرعاية اللاحقة والرعاية ب”اسر بديلة ” لفاقدي الاسر او ممن يعانون من حالات التصدع الاسري بسبب وفاة الوالدين او احدهما او اولئك اللذين يعانون من حالات التفكك الاسري بسبب الطلاق بعد تأهيلهم من خلال برامج الاصلاح الاجتماعي ورفدهم بالكوادر التدريبية العراقية وصندوق دعم الاسرة العربية عن طريق :
أ- الورش التدريبية الجوالة وتبادل الخبرات
استنادا الى توجيهات قيادة الدولة النابعة من الفكر العربي القومي للحزب والثورة فقد تم القيام بالعديد من الدورات التدريبية منذ مطلع السبعينات حتى بداية التسعينات داخل وخارج القطر مثل : ( الأردن و لبنان و المغرب وتونس والبحرين والإمارات وغيرها ) وكذلك تم :
• تقديم الدعم المادي والمعنوي للخبراء العرب من الصومال والسودان واليمن وموريتانيا.
• وعقد الندوات واللقاءات العربية التنسيقية مع وزير العمل اللبناني لرعاية الاطفال الايتام ضحايا الحرب الاهلية اللبنانية لتقديم الدعم الاستشاري والمالي .
• التعاون مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية اللبنانية بتطوير مؤسسات رعاية الاطفال لضحايا الحرب الاهلية اللبنانية 1981 . انظر الصور ادناه.
الصورة ( ٢ ) : مبعوث مجلس قيادة الثورة
يزور اطفال ضحايا الحرب الاهلية اللبنانية ١٩٨١ برفقة المستشار الثقافي بسفارة العراق ببيروت من على يمينه
والدكتور محمد بركات رئيس مؤسسة المقاصد الاسلامية لرعاية الايتام على اليسار
الصورة ( ٣ ) و ( ٤ ) : زيارة أيتام الحرب الاهلية اللبنانية
الصورة ( ٥ ) : افتتاح الورش الانتاجية المحمية للمعوقين ببيروت
ب - على صعيد الوزارات والمنظمات العربية والدولية
• قيام وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بإعداد الدراسات لمنظمة اليونسكو عن اوضاع المرأة العراقية العاملة في مجال المعاقين والأيتام.
• قيام مركز التدريب المتخصص بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية بإعداد الدورات الخاصة في مجال القيادات الادارية لمؤسسات العمل الاجتماعي شارك فيها متدربون من : السعودية والبحرين ومصر والأردن والمغرب وتونس.
• تقديم الدراسات والخبرة لمكتب العمل الاجتماعي لدول الخليج العربي منها ما يخص السياسة الاصلاحية لرعاية الاحداث الجانحين .
• المشاركة بتقديم دراسات متخصصة وأوراق عمل لتبادل الخبرات بمؤتمرات اليونيسيف لرعاية الطفولة في لبنان والأردن .
• قيام وزارة العمل والشؤون الاجتماعية العراقية وبالتنسيق مع منظمة العمل العربية بإعداد دورات خاصة للكوادر النسوية العربية من المشرق والمغرب لرفع مستواهن الثقافي ولتدريبهن على اساليب رعاية الطفولة والمعاقين نفسيا وتقنيا باعتماد المعينات السمعية والبصرية والشفاهية للصم والبكم نظرا لتميز الكوادر الاجتماعية العراقية برعاية المعاقين وحصول العراق على براءة اختراع في مجال ( تدريب وتعليم الصم للصم ) .
• قيام اتحاد الاجتماعين العرب ووزارة العمل وبدعم من مجلس قيادة الثورة ( دائرة المستشار الاجتماعي ) ومراكز البحوث والكليات ذات الصلة بالأمن القومي بعقد ندوات مختصة بالأمن الاجتماعي الغذائي والاقتصادي عام 1981 حضرتها شخصيات اكاديمية عربية مختصة في هذا المجال .
• قيام الجامعة العربية ، ادارة التنمية الاجتماعية، بعقد ندوة عن إستراتيجية العمل الاجتماعي العربي في عام 1981 ووضع اليات تنفيذ هذه الاستراتيجية .
• قيام منظمة العمل العربية دورات تدريبية متخصصة للكوادر النسوية بالوطن العربي بمعهد العمل العربي ببغداد .
الصورة ( ٦ ) : جانب من تراس المرأة العراقية البعثية للمؤتمرات العربية لمناقشة واقع المراة والطفولة في الوطن العربي خلال القادسية الثانية
• ارسال الكوادر الاجتماعية العراقية المتخصصة بمجال رعاية الطفولة والأيتام والمعاقين الى دول الخليج العربي للإطلاع على التجارب وتقديم الخبرة اللازمة في هذا المجال بالتنسيق مع مكتب المتابعة التابع لدول الخليج ، والمساهمة بإعداد الدراسات لتقديم العون والمشورة حول مخاطر الخادمات الاجنبيات على التنشئة الاسرية .
• قيام اتحاد الاجتماعين العرب وبالتنسيق مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية التعاون مع اتحاد الاخصائيين الاجتماعين في ليبيا لتطوير الكوادر الاجتماعية الليبية. في التسعينات .
• قرار مجانية التعليم القومي للطلبة العرب من مرحلة رياض الاطفال حتى مرحلة الجامعات والدراسات العليا
• منح الطلبة العرب البعثات والزمالات الدراسية على حساب القيادة القومية.
• القيام بعمليات التعريب بعدد من الاقطار العربية مثل الجزائر وفتح العديد من المدارس لأبناء الجاليات العربية بالخارج وقبول ابنائهم مجانا .
• تشغيل ما يزيد على ثلاث ملايين عامل مصري وعشرات الالوف من العرب غيرهم.
ج – على صعيد المنظمة العربية للدفاع الاجتماعي ضد الجريمة
تلك المنظمة التي كان العراق من اهم مؤسسيها وداعميها ماديا ولوجستيا من قبل كوادر البحث الاجتماعي والقانوني لوزارات العمل والشؤون الاجتماعية والعدل وضباط الشرطة بوزارة الداخلية لغرض تطبيق قواعد الحد الادنى وغيرها من الاتفاقيات الدولية لعلاج وإصلاح المجرمين بغية تحويلهم من طاقة مستهلكة الى طاقة منتجة للمساهمة بخطط التنمية وإعادة تأهيلهم ودمجهم بالمجتمع الخارجي من خلال تدريبهم على مهنة معينة بالورش التشغيلية داخل السجون تمهيدا للسماح للنزلاء والمودعين نساءا ورجالا قبل اطلاق سراحهم بالعمل الخارجي ، حيث كان العراق البلد العربي الذي ينفرد بتطبيق السياسة الاصلاحية بحق السجناء .
المحور الثاني
الانجازات الاجتماعية في القطر العراقي
فقد اولت قيادة الحزب وثورة 17 / 30 تموز اهتماما خاصا للطفولة والمرأة خاصة الارامل والأيتام والمعاقين وكبار السن وغيرهم ، حيث تجسد ذلك الاهتمام وتلك الرعاية بتشريع العديد من القوانين الاجتماعية ذات الصلة بتحسين الحالة الاجتماعية للمواطنين دون تمييز ديني او عرقي او مذهبي كما جرى ويجري بعد الاحتلال لسنة 2003 ، حيث اصدرت قيادة الحزب والثورة القوانين الاجتماعية الاتية :
1 . قرارات في التماسك الاسري
بهذا الصدد تم تعديل قانون الاحوال الشخصية عام 1980 حسبما جاءت به كتب الشريعة والفقه الاسلامي لتحقيق العدالة وعدم الاكراه في الزواج بين الجنسين ، كما وضعت ثورة 17 / 30 تموز قوانين و قواعد تنظيم تكوين الاسرة وفق مراحل دورة حياة الاسرة التالية :
الخطبة ، العقد وأركانه ،الاهلية – اي السن القانوني ، تسجيل عقد الزواج ، الحقوق الزوجية ، التفريق الاختياري والقضائي ، الطلاق والتفريق النهائي. ما تجدر الاشارة لا يحق إقامة عقد الزواج لفاقدي الاهلية بسبب : كون احد المتعاقدين مصابا بالعقم او الامراض النفسية او دون السن القانوني .علما بان هناك محاولات لا شرعية ولا قانونية لتجاوز هذا الشرط بعد الاحتلال من خلال الدعوة بالسماح للزواج للطفلة البالغ عمرها 9 سنوات. كما رفض القانون الزواج القسري العرفي ( النهوة ) او ( الفصل ) .
وبهذا الشان قام المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بإجراء العديد من الدراسات الميدانية للحد من الظواهر الاجتماعية السلبية كظاهرة زواج النهوة والفصل القسري ، الطلاق والعزوف عن الزواج وغلاء المهور وتشغيل الصبية المبكر والتسول والمسكرات والتحرش بالفتيات وغيرها.
2. رعاية الاطفال القاصرين
نظرا لكون الابناء يشكلون ثروة الامة ونصف الحاضر وكل المستقبل ، وقد صدق من قال” حدثني عن أطفال أية امة , أحدثك عن ماضيها واصف لك حاضرها وأنبئك بمستقبلها”
فالأطفال اساس الحياة وتطورها لذلك اولت القيادة اهتماما خاصا بهذه الفئة فقامت بإصدار قانون رعاية القاصرين رقم 78 لسنة 1980 لحماية اموالهم ورعايتهم تربويا واسريا بواسطة مكاتب البحث الاجتماعي لمتابعة سلوك وشروط انطباق مبدأ الولاية بأنواعها الذاتية والأصلية والنيابية او القيام بسلب الولاية عند مخالفتهم لإحكام رعاية القاصرين من اجل ضمان مستقبل الاطفال القاصرين قرة عيون العراق
3. تأسيس الهيئة العليا لرعاية الطفولة في العراق
نظرا ” للاهتمام المتزايد برعاية الطفولة قررت القيادة السياسية في عام 1982 تشكيل ( هيئة رعاية الطفولة في العراق ) تحت اشراف نائب رئيس الجمهورية المرحوم طه محي الدين معروف وبرئاسة وزير العمل والشؤون الاجتماعية وعضوية ممثلين ( بدرجة مدير عام ) من وزارات العمل والشؤون الاجتماعية والصحة والثقافة والإعلام والتربية والتخطيط والاتحاد العام لطلبة وشباب العراق واتحاد نساء العراق وفي عام 2000 تم اضافة ممثل عن وزارة الخارجية ايضا .. تم الاتفاق مع امين بغداد تخصيص صرح بلاط الشهداء الواقع بمنطقة الدورة مقرا للهيئة والذي كان قد تمت اقامته تخليدا لشهداء القصف الصاروخي الايراني الغادر واستشهاد اعداد كبيرة من الطلاب الدارسين في المدرسة الابتدائية المجاورة لقطعة الارض التي بني عليها الصرح حيث قامت الهيئة بالقيام بكافة نشاطاتها في الصرح باسلوب متطور وحضاري كانت تنال اعجاب الزائرين والمشاركين والمنظمات الدولية”.
هكذا كان حال الطفولة من الرقي الحضاري والانساني قبل الاحتلال، وهكذا اصبح اليوم كما هو في الصورة ( ٧ ) الحية الناطقة للطفلة الموصلية المهجرة والنازحة قسرا ادناه.
الصورة ( ٧ ) : موناليزا الموصل
عين تبكي على الحدباء .. واخرى على وطن قد ضاع
هكذا اصبح حال الطفولة بعد الاحتلال ، الموصل ٢٠١٧
4 – القيادة تصدر تشريعات وطنية وقائية وعلاجية تنموية منها :
۞ قوانين رعاية ذوي الشهداء – الخالدون – والأسرى والمفقودين.
۞ قانون العمل رقم 71 لسنة 1987 ، والذي بموجبه تم تشغيل ثلاث ملايين عامل عربي رغم ظروف الحرب العراقية الايرانية وهي حالة نادرة الحدوث ان دلت على شيء لتدل على عمق ايمان حزب البعث بمبادئه القومية .
۞ قانون التعاون المرقم 58 لسنة 1982.
۞ قانون الرعاية الاجتماعية رقم 126 لسنة 1980. لرعاية الايتام والمعاقين وكبار السن والأسر المتعففة ..الخ
۞ قانون الاصلاح الاجتماعي رقم 104 لسنة 1981 لتقويم سلوك السجناء وتحويلهم من طاقة مستهلكة الى طاقة منتجة.
۞ قانون رعاية الاحداث رقم 76 لسنة 1983 لإصلاح وتعليم وتأهيل الاحداث الجانحين في مدارس اصلاحية
۞ قانون رعاية القاصرين رقم 78 لسنة 1980.
5 – قرارات وقائية في الرعاية الاجتماعية للاسر المتعففة
تجسدت قيم ومبادئ ثورة 17 / 30 السامية برعاية المجتمع بل العديد من الاهداف منها ، رعاية الطفولة لفاقدي الوالدين لان الاطفال هم مستقبل الامة ، وكذلك الاهتمام بالمسنين والأسر المنخفضة والمعدومة الدخل ورعاية الارامل والمطلقات والمعاقين ومجهول النسب من فاقدي الرعاية الاسرية ولهذا الغرض فقد تم تأسيس المؤسسات الاجتماعية التربوية الاتية :
أ. دور الدولة للأطفال وتشمل دور الحضانة ورياض الاطفال تستقبل المستفيدين من عمر يوم واحد – 4 سنوات .
ب. دور الدولة للصغار : تستقبل الاطفال من 5 – 12 سنة
ت. دور الدولة للإحداث : تستقبل الاحداث من 13 – 18 سنة قابلة للتمديد.
ث. استحداث صندوق رعاية الاسرة : يتولى صرف رواتب تسمى براتب رعاية الاسرة للنساء المطلقات والأرامل واليتيم القاصر والعاجزين عن العمل بسبب الشيخوخة او المرض. للحفاظ على كرامة الاسرة ومنعها من التسول والانحراف والعوز والجوع.بينما يعاني الاطفال بعد الاحتلال من الخوف والجوع هذه الايام، كما هو مبين بالصورة ( ٨ ) ادناه لاطفال ام الماذن الفلوجة.
الصورة ( ٨ ) : الاطفال في عهد الاحتلال بعد فترة الحكم الوطني يقتلون جوعا
6 – تحويل الإعاقة إلى طاقة
حيث تتم رعايتهم اسريا وتربويا حسب فئاتهم العمرية وحسب جنسهم كما تصنف المناهج التربوية والتعليمية لهم حسب نوع عوقهم وعلى النحو التالي :
أ – العوق البدني أو الفيزيائي
ب – العوق العقلي وهو على ثلاثة مراحل ( التخلف البسيط ، والمتوسط ، والشديد ) .
ت – العوق الحسي للمكفوفين والصم
ث – ومركز رعاية العاجزين كليا
ج – مركز للورش المحمية الانتاجية للمعاقين القادرين على العمل كالصم والمكفوفين والعوق البدني الجزئي. اما واقع الطفولة بعد الاحتلال فالصورة الحية ادناه تعكس حال المعوقين بعد الاحتلال مقارنة بالرعاية التي كانت تقدم لهم من قبل النظام الوطني لحزب البعث العربي الاشتراكي.
الصورة ( ٩ ) : في عهد الاحتلال بعد فترة الحكم الوطني ، الاعتداء جنسيا على الايتام والمعوقين بدار الدولة بالوزيرية وسرقة ارزاقهم وكسوتهم / ٢٠٠٧
المصدر : http://burathanews.com/arabic/articles/22284
7 – قرارات علاجية للحد من التفكك الاسري وجنوح الاطفال
لقد شرعت قيادة الحزب والثورة العديد من التشريعات الوقائية والعلاجية لانحراف الاحداث وكان الهدف من ذلك الحد من ظاهرة انحراف الشباب وجنوحهم بصورة مبكرة ، او اعادة تكييفهم وفق قيم وتقاليد المجتمع ، وتقديم الرعاية اللاحقة له قبل اطلاق سراحه في حال ارتكابه جريمة معينة .
كما تم وضع العديد من التدابير الاحترازية والعلاجية للتشخيص المبكر للجنوح منها :
1. استحداث مكتب الخدمات المدرسية النفسية والاجتماعية –
2. استحداث دار الملاحظة لتوقيف الاحداث فيه فقط ويشرف عليه الباحثون الاجتماعيون. –
3. استحداث قضاء الاحداث ومكتب لدراسة الشخصية والسلوك خاص بهم –
4. استحداث شرطة رعاية الاحداث تتعامل بما يتناسب مع اعمارهم –
5. استحداث مدارس تاهيلية وتعليمية مشروطة بالسكن الداخلي لمن ارتكب جريمة منهم ، والتعليم فيها حسب مناهج وزارة التربية وحسب فئاتهم العمرية مثل :
• مدرسة تأهيل الصبيان : وهي موازية لمرحلة التعليم الابتدائي والمتوسط ولمن اعمارهم بين 9 – 15 سنة
• مدرسة تأهيل الفتيان : وهي موازية لمرحلة التعليم الثانوي للأعمار من 15 – 18 سنة ، كما يسمح لهم بعد تأهيلهم بالعمل الداخلي والتشغيل الخارجي تمهيدا لإعادة دمجهم بالمجتمع ويكون ذلك بالتنسيق مع قسم الرعاية اللاحقة.
• مدرسة الشباب البالغين : يتم بقائهم كي لا يختلطوا بالسجناء الكبار لمن اقتربت مدة محكومتيهم
• ودار تأهيل المشردات والمشردين.
اضافة للتدابير الاجرائية لإصلاح الاحداث فان هناك اجراءات علاجية وليست عقابية ، يقوم بها باحثون اجتماعيون ونفسانيون متخصصون بموجب قانون الاصلاح رقم 104 لسنة 1981 داخل دائرة الاصلاح الاجتماعي للكبار يمارسون عملهم في التشكيلات الاصلاحية التالية :
۞ اللجنة الفنية : وهي الجهة المسئولة عن تخطيط وتنفيذ السياسة الاصلاحية بعموم العراق تتكون من الباحثين الاجتماعين فقط ويرأسها احد المختصين من اساتذة علم الاجتماع وتشرف اللجنة على استقبال النزلاء والمودعين وعمليات تصنيفهم حسب الجريمة وتعد ايضا برامج تاهليهم سلوكيا بالتعليم ومهنيا داخل المعامل الداخلية وخارج السجن للمشمولين منهم بالتشغيل الخارجي لإعادة تكييفهم مع المجتمع الخارجي ، ومتابعة المطلق سراحهم من قبل قسم الرعاية الاسرية اللاحقة .
ما تجدر الاشارة اليه ان مجلس قيادة الثورة رفض مقترحا تقدمت به اللجنة الفنية والقاضي بزيادة عدد السجون ، فكان رد مجلس قيادة الثورة ما يلي : ” نحن مع غلق السجون لا توسيعها او زيادة عددها “
الصورة ( ١٠ ) : مخطط يوضح الخطوات والوسائل العلاجية من قبل الكوادر المختصة بسياسة صلاح النزلاء والمودعين ( السجناء )
المصدر : الدكتور عبد السلام الطائي ، التشريعات الاجتماعية، كتاب منهجي ، دارالحكمة للطباعة والنشر ، وزارة التعليم العالي، بغداد ، ١٩٩٠ ص ٧٢ – ٧٣
8 – رعاية معوقوا القادسية وذوي الشهداء
۞ معوقوا القادسية
اولت القيادة رعاية خاصة لمعوقي القادسية وأطفال الحجارة الفلسطينية ، من خلال هيئة رعاية مقاتلي القادسية المرتبطة برئاسة الديوان ، وللهيئة وظائف وأهداف متنوعة الانماط ألعلاجية ، كالطبية والنفسجتماعية والترويحية والاقتصادية والتي كان يشرف عليها كادر طبي عسكري وكادر من الباحثين الاجتماعين والنفسانيين المدنيين مهمتهم اعادة دمج المعوقين بالمجتمع وتحويلهم من طاقة مستهلكة الى طاقة متجددة ومنتجة. وقد كان الدكتور راجي عباس التكريتي يرحمه الله اول رئيس لها.
۞ هيئة رعاية ذوي الخالدون “الاكرم منا جميعا”
الصورة ( ١١ ) : رمزية شهداء العراق
فقد حظوا رعاية متميزة من لدن الرئيس الشهيد صدام حسين يرحمه الله والسيد رئيس ديوان رئاسة الجمهورية الاستاذ احمد حسين السامرائي فك الله اسره، وهي “هيئة ظل علمية خاصة ” غير مرتبطة بتشكيل ، مسؤولة عن رسم السياسة الاجتماعية في العراق خلال القادسية وبعدها ، مكونة من نخبة مختارة من علماء العراق بمجالات القانون والاجتماع والنفس والشريعة مرتبطة مباشرة بالرئيس صدام حسين ، ( ما تجدر الاشارة اليه استشهاد اثنان منهم واختطاف شخصية اكاديمية اخرى اثناء اعمالها شمال العراق ) . وقد اصدرت الهيئة عشرات القوانين الاجتماعية الوقائية والعلاجية من حالات التفكك الاسري والترمل واليتم لحماية :
۞ زوجات وأبناء الشهيد
۞ اخوة ووالدي الشهيد
من المفيد ذكره ان ذوي الشهداء قد حظوا برعاية تربوية واقتصادية ووظيفية وإسكانية وعلاجية وتقاعدية متميزة من لدن الرئيس الشهيد صدام حسين يرحمه الله وقد وجه سيادته باعتبار الشهيد حيا يتمتع بكافة امتيازات اقرانه في الترقيات والراتب والمكافئات تيمنا بقوله تعالى :
﴿ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ ( ١٦٩ ) ( آل عمران )
9 – بيان 11 اذار احترام للتنوع الثقافي وعدم التمييز العرقي
من قبل قيادة الحزب والدولة الذي بموجبه صدر قانون الحكم الذاتي للأكراد في آذار 1974 ، يعطي الأكراد الحق في إدارة شؤونهم من غير الخروج على الإدارة المركزية . ويعتبر العراق الدولة الوحيدة في المنطقة الذي يعطي حقوق الأكراد ، وعلى عكسه ، فإن الأكراد يعانون من ظلم واضطهاد في كل من تركيا وإيران وسوريا عدا غيرها من دول العالم” .
الصورتين ( ١٢ و ١٣ ) : قادة البعث ، رجال السلام ومهندسوا الحكم الذاتي لاكراد العراق
10 – سياسة الرفاهية الاجتماعية
لقد كانت قيادة البعث العظيم الحكيمة حريصة كل الحرص على توفير أسباب العيش اللائق والكريم للمواطنين، فقامت ببناء المجمعات السكنية وتوزيعها على الموظفين وغيرهم بأسعار رمزية ، كما قامت بتوزيع أراضي سكنية مجاناً على المواطنين وتم صرف قروض عقارية لهم لبنائها ، ثم ، وبقرار من القائد الشهيد ، صدام حسين المجيد ، تم إطفاء القروض من جهة الدولة وإعفاء المواطن منها ، ولا توجد هناك منطقة مأهولة في العراق إلا وبُني فيها مجمع سكني أو أكثر ، وبذلك تمكنت الدولة من معالجة إزمة السكن ومشكلاته.
وعلى صعيد الامن الغذائي فقد كانت حكومة الثورة بتوفير السلة الغذائية المتكاملة وتوزيعها ضمن البطاقة التموينية بعموم العراق خلال فترة الحصار الظالم ، من جهة اخرى قامت القيادة السياسية بتامين الخدمات شبه المجانية في مجالات النقل والتطبيب والدواء والاتصالات والماء والكهرباء باجور زهيدة ورمزية.
واستنادا على الإحصائيات المعتمدة دولياً ، فقد كانت نسبة البطالة في العراق منخفضة جدا قد تجعل العراق مؤهلا لان يكون من الدول الخالية من البطالة نسبياً” ، سيما لديه ملايين من العمالة العربية وخلال فترة الحرب بالقادسية الثانية، كما كانت الدولة ملزمة بتعيين خريجي الجامعات والمعاهد العراقية في مؤسسات الدولة، ومن جهة اخرى كانت الدولة تخصص راتب لرعاية الاسرة المتعففة والواطئة الدخل ولغير القادرين على العمل حسب أحكام قانون الرعاية الاجتماعية رفم 126 لسنة 1980 .
الصورتين ( ١٤ و ١٥ ) : أيتام العراق يتظاهرون بعد الاحتلال
بسبب سرقة مخصصات طعامهم وايوائهم بعد ان كانوا معززين مكرمين في عهد الثورة!
المصدر : http://burathanews.com/arabic/articles/22284
11 – الامن الاجتماعي
منذ استلام حزب البعث العربي للسلطة اهتم بالأمن الداخلي وسلامة المواطن والمجتمع ، وتم تطوير عمل الأجهزة الأمنية وكل الدوائر الملحقة بوزارة الداخلية من خلال رفدها بالكوادر الاكاديمية والتربوية المتخصصة لتحويلها من مؤسسات بوليسية الى مؤسسات تربوية، لذلك تم تشكيل “اللجنة الشعبية لتحصين المجتمع من الجريمة” و” لجنة تحليل الجرائم في القطر” والتي كان يشرف عليهما ديوان رئاسة الجمهورية ، التي استطاعت توفير الأمن والأمان للمجتمع العراقي طيلة السنوات السابقة للاحتلال.
الخاتمة ، من البداية حتى النهاية ٢٠٠٣
استعرضنا في دراستنا السريعة هذه سيرة ومسيرة حزب البعث العربي الاشتراكي القومية والقطرية على الصعيد الاجتماعي فقط لاغير، بدءا من مرحلة رعاية الطفولة بدور الحضانة حتى الشيخوخة للاسر الطبيعية السوية وغير السوية المتفككة والمتعففة منها، ان ما يشار له بالبنان للتجربة العراقية في المجال الاجتماعي للاسر المتصدعة بدور الدولة لرعاية الايتام ومجهولي النسب، اعتبار الباحثون والباحثات الاجتماعيون انفسهم بدور الدولة بمثابة الولدين للايتام اي “اسرة بديلة” لاؤلئك الايتام وقيامهم بالرعاية اللاحقة من خلال تسجيلهم بالجامعات ومتابعة حصولهم على عمل، وتحويلهم من اسر كانت متصدعة او مفككة الى اسر متماسكة، وذلك من خلال استحداثهم لتجربة ” زواج الايتام للايتام” .في الوقت الذي اخذت فيه المافيات بعد الاحتلال تستخدمهم لاغراض الدعارة والمخدرات والعمل بالملاهي بعد بلوغهم سن 18 – 20 سنة بعد تخرجهم من دور الدولة .
ومن المفيد ذكره للتاريخ ايضا بهذا الشان ان عدد الولادات غير الشرعية في العراق كان لا يتجاوز العشرات في حين بلغ عددهم عشرات الالوف بعد الاحتلال واستبدلت تسميتهم من مجهولي النسب الى “كريمي النسب” رغم مجهولية نسبهم ولا شرعية ولادتهم، ولا نستبعد القصد من وراء ذلك بان تتم عملية تلقينهم وتنشئتهم سياسيا على سايكولجية الحقد والكراهية لتهيئتهم واعدادهم مستقبلا كخلايا بشرية نائمة واحزمة ناسفة للمجتمع العراقي تسترعي مزيدا من الانتباه والحذر الشديدين من مآرب ايران المجوسية من صناعة جيل ثان للاحتلال لايصالهم للسلطة على المدى البعيد كبديل عن التبعيات الايرانية الحاكمة في الوقت الحاضر ليتحول العراق من سلطة حكم التبعيات الايرانية الحالية الى سلطة حكم اولاد الحرام للنغول الفارسية مستقبلا .!!
كما تميزت تجربة الحزب في العراق بحصولها على براءة اختراع جراء نجاحهم في اعتماد تجربة ( تعليم الصم للصم ) ذاتيا للمعوقين.
أما على صعيد سياسة اصلاح المجتمع السجيني فان الباحثين الاجتماعين كانوا يطالبون النزلاء اي السجناء باعداد بحوث اجتماعية اضافة الى تشغيلهم بمكاتب البحث الاجتماعي قبل شمولهم بالافراج الشرطي القاضي بمنحهم ( الاجازة المنزلية ) حسب قانون الاصلاح في العراق ، للاطمئنان على مدى انصلاحهم ببرامج التأهيل السلوكي والمهني قبل اطلاق سراحهم. من الجدير ذكره ان جميع قرارت العفو الشامل ( المراحم ) كانت تستثني جريمتا اللواطة والمخدرات الشائعتان اليوم في العراق .
هذ ما لدينا من خلاصة رحيق تجربة البعث وثمارها الاجتماعية للاجيال قبل انهاء تلك التجربة بالقوة العسكرية المحتلة عام 2003، فهاتوا افضل ما لديكم بعد 2003 ان كنتم حقا مخلصين ورجال صادقين حقيقين .